تحركات عراقية لطرد هيمنة الدكتاتورية التركية تقرير خاص

الخميس 13 ديسمبر 2018 00:42:03
تحركات عراقية لطرد هيمنة الدكتاتورية التركية "تقرير خاص"


تستغل الدكتاتورية التركية الأزمة التي تمر بها العراق، لبسط نفوذها والهيمنة على المشهد، ما دعى بعد القوى السياسية العراقية، للمطالبة بإخراج ما وصفتها بقوات الاحتلال التركية، من الأراضي العراقية في أقرب وقت، حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة. 
ويأتي التحرك الأخير لتركيا، عقب وابل من التلميحات بالتدخل العسكري في العراق طيلة السنوات الماضية، حتى أصبحت واقعا اليوم بعد دخول وحدات تركية لملاحقة عناصر الـ PKK.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الجيش التركي توغل بعمق 30 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، ببناء قاعدة عسكرية نهاية الشهر الماضي، ودخول عناصر للجيش التركي خلال ملاحقته مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بإقليم كردستان شمال العراق.
قوبلت تصريحات أردوغان برفض عراقي، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حينها، إن مدينة الموصل لن تتحرر إلا على يد القوات العراقية ولن يسمح للقوات التركية بالمشاركة.
وأكد تحالف سائرون، المدعوم من قبل رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، عمله على إخراج جميع القوات الأجنبية مهما كانت من الأراضي العراقية.
وقال النائب عن التحالف رعد المكصوصي، إن «تحالف سائرون سوف يعمل على إصدار قرار برلماني يلزم الحكومة العراقية، برئاسة عادل عبدالمهدي بإخراج جميع القوات الأجنبية، مهما كانت من الأراضي العراقية، بما فيها القوات التركية، والتي تتواجد شمال العراق، دون أي غطاء قانوني».
وبين المكصوصي أن «القوات التركية التي تتواجد داخل الأراضي العراقية تعتبر محتلة، فالحكومة العراقية، طالبت أنقرة أكثر من مرة بسحب قواتها، وهذا يعد انتهاكًا واضحًا للسيادة الوطنية، وسنعمل على الحفاظ على سيادة العراق بإخراج أي قوة خارجية من أراضيه».
من جانبه قال عبد الغني يحيى، الخبير في الشأن العراقي، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، إن التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية، يعتبر انتهاكا سافرا للقانون الدولي، مؤكداً أن على تركيا سحب قواتها بشكل فوري من الأراضي العراقية.
وأضاف يحيى على أن جميع الدول العربية تؤكد وقوفها إلى جانب العراق، وعلى رفضهم التدخل في سيادة الدول العربية وأراضيها، مشيرا إلى أن العالم ينظر إلى العراق نظرة تتميز بالاحترام، بسبب سياسته المعتدلة، ومناهضته للإرهاب.
وأوضح أن العراق يمثل مطمعاً استثنائياً بالنسبة لتركيا لموقعها الجغرافي الذي هو ضمن المناطق البرية القريبة لمناطق الشرق الاوسط والبلقان والقوقاز، إضافة إلى الحدود البرية المشتركة، التي تمتد على مدى 348كلم, وهو ما يغذي التأثير على طرفي الحدود وفي الاتجاهين لسيما على مستوى العلاقات التجارية والتأثيرات السياسية والاستراتيجية، كما كان العراق جزءا مهما من الاحتلال العثماني وحظي باهتمام خاص طوال تلك الفترة باعتباره عمقا جغرافيا للأناضول وكانت مرتعاً للأتراك.
إلى ذلك دعا النائب عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي، إلى التحرك سريعًا لإخراج القوات التركية المتواجدة شمال العراق بأسرع وقت ممكن.
وقال النائب عن الائتلاف منصور البعيجي في بيان صحفي، إنه «لا يوجد سبب لبقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية، وإن كانوا يتذرعون بمطاردة قوات كردية معارضة لهم، فإن العراق هو من يقوم بهذا الأمر وليست القوات التركية التي تواجدت على أراضينا منذ ثلاث سنوات».
مبينًا أن «تركيا استغلت وجود عصابات داعش واستخدمتها ذريعة لنشر قواتها والتوغل في الأراضي العراقية».
أما تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، فقد أكد أن للعراق حق بأي تصرف أو إجراء لإخراج أي قوة محتلة من أراضيه.
وقال النائب عن التحالف حنين قدو، إن «العراق سوف يتحرك دبلوماسيًا وسياسيًا، لغرض إخراج القوات التركية المحتلة من شمال البلاد، فهذه القوات دخلت الأراضي العراقية، بشكل غير شرعي، فهي استغلت حرب العراق مع داعش واجتاحت أراضيه».
وأكد أنه في حال فشلت الطرق الدبلوماسية والسياسية، فيحق للعراق أي إجراء ومنها القوة، لإخراج أي قوة أجنبية محتلة من الأراضي العراقية، لحفظ سيادة البلاد، والمجتمع الدولي، يعلم بوجود هكذا قوة محتلة شمال العراق.
وكانت القوات المسلحة التركية، قد نشرت في كانون الأول عام 2015، فوجًا من 150 جنديًا و25 دبابة في مدينة بعشيقة العراقية شمال الموصل، في مهمة لتعزيز أفراد الجيش التركي الموجودين بالفعل هناك، لتدريب قوات البيشمركة الكردية والحشد الوطني، حسب قول أنقرة.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية وقتها، السفير التركي في بغداد؛ لتبليغه الاحتجاج على الوجود العسكري التركي شمال البلاد، وفي خطوة تصعيدية أخرى، طالبت بتدخل مجلس الأمن الدولي لإيجاد حل لهذه المشكلة.
وتقول تركيا إن قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هي هدفها التالي رغم احتجاجات الحكومة المركزية في بغداد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن تركيا ستهاجم معسكرات المسلحين الأكراد في جبال شمال العراق إذا لم تتمكن حكومة بغداد من تطهير المنطقة.
وأشار أردوغان إلى أن مناطق سنجار ومخمور أيضا قد تكون هدفا للجيش التركي في حال فشل الجيش العراقي في تطهيرها من عناصر حزب العمال الكردستاني أو PKK.
يذكر أن تركيا لديها نحو ألفي جندي في معسكر بعشيقة شمالي العراق، جاؤوا في 2015 بناءا على طلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لتدريب القوات المحلية.
وتشن تركيا ضربات جوية عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال الجيش الجمعة إن طائراته قصفت مخابئ ومخازن عتاد وذخيرة في جبال قنديل ومناطق أخرى.