أحزاب (السنوات المستقطعة)
محمد عبدالله الموس
تحفتنا (7) احزاب، والسبعة في الثقافة الشعبية في بلادنا تأتي مقرونة بلفظ لا نستطيع ذكره لكي لا نخدش حياء القارئ الكريم، اتحفتنا ببيان اسمته بيان دعم الشرعية، وهو بيان الوقت الضائع كعهدنا بهذه الاحزاب التي اضاعت سنوات كثيرة من اعمارنا بسلطاتها الكارثية المجتمعة والمنفردة التي اوصلتنا الى ما نحن فيه من بؤس، وجعلت سنوات كثيرة من اعمارنا وقتاً (مستقطع) كنا فيه خارج النمو وخارج التعليم وحتى خارج العصر.. ولا زلنا كذلك.. اتحدث عن الثلاثة الاحزاب التي تعاقبت وتشاركت السلطة ولا تعنينا احزاب (اللحقة) تلك التي تستخدم كتحف مكملة لديكور بائس.
حين كان الرئيس هادي محاصراً في منزله في صنعاء(العنصرية) يقوم على حراسته من تواجد معه من افراد اسرته وبعض الجنوبيين، بعد أن فر عساكر الشمال وتركوه لمصيره، كانت احزاب الوقت الضائع تلك تنتطر دعوة قادة الانقلاب لاشراكهم في الكعكة، وحين سرى في صنعاء خبر ان (الجنوبي فر)، كانوا يقولوها انتقاصاً، تيقنوا ان الكعكة اصبحت باردة.
عبر عن ذلك، منتشياً، (عفاشهم) عندما اعتبر ان الامر حسم وحدد لابناء الجنوب طريق الهروب الوحيد، حد تعبيره، وحين كانت دماء ابناء الجنوب تسقي الارض وكان الطيران يقصف منزل الرئيس هادي في عدن، كانت احزاب الوقت الضايع تحاور الحوثي وعفاش في (فندق الطبخات) موفمبيك على التقاسم.
وحده الرئيس هادي رجل المقاومة الاول، ومنه وتحت مظلته انطلقت المقاومة الجنوبية من ضالع الصمود الى عدن الفداء وتحولت ارض الجنوب الى بركان، وبجسارة وشجاعة الرئيس هادي جاءت نجدت الاشقاء بقيادة المملكة والامارات واختلطت الدماء الجنوبية ودماء الاشقاء، اول ما اختلطت، في عدن عاصمة الجنوب العربي التي أبت وتأبى الركوع، فتيقنت احزاب الوقت الضائع ان الكعكة لا زالت ساخنة وستزداد سخونة فأخذوا في التسلل الى مركب الرئيس هادي ومن خلفه تحالف الاشقاء.
لا احد يلوم من اضاع الطريق بسبب فقدان البوصلة الذهنية او ذاك المقاول الذي يتحين الفرص ليصيب نصيباً من مقاولة او من ينتظر اتجاه الريح ليفرد اشرعته ويركبها، لكن يبدو ان لقاء الرئيس هادي بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد اوضح الصورة التي يراها البعض ضبابية، تلميحا او تصريحا، وان امن الاشقاء في الاقليم جزء لا يتجزأ من امننا، وان الامر اكبر من اغتنام مكاسب حزبية على حساب امن وطني واقليمي.
سقطت اوهام ان هناك خلاف بين الرئيس هادي والامارات يمكن ان يؤدي الى خلاف سعودي اماراتي، او ان المجلس الانتقالي يستهدف شرعية الرئيس هادي، وهو المظلة الوطنية، غبي من يعتقد ان الجنوب في غنى عنها، هذا علاوة على ان هذه الاطراف شركاء في مواجهة مشروع يستهدف الاقليم وان تباينت وجهات النظر في تفاصيل لا في الاستراتيجيا..
لاحزاب السنوات المستقطعة من اعمارنا نقول، ادعموا الشرعية في في مناطق ثقلكم السكاني ان كان لكم ثقل، واتركوا امر الجنوب الذي دعم شرعية الرئيس منذ كنتم تحاورون الانقلاب للتقاسم، فالجنوب رهنا بإرادة ابناءه الذين زادوا ويذودون عنه وعن شرعية الرئيس هادي، فالوقت وقت حسم وليس وقت تشويش على قوى سبقتكم في المقاومة ودعم الشرعية بمراحل.