ضنك الحوثيين.. وباء المليشيات الذي ينهش في الأجساد
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع القطاع الصحي ثمنًا فادحًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون والتي تسبَّبت في تفشي الكثير الأمراض.
وفيما شهد "2019" مات صحية ضخمة لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثييين، فقد كشفت الأمم المتحدة في تقرير حديث، أنَّ العام المنقضي شهد زيادةً كبيرةً في حالات الإصابة بحمى الضنك.
وقال التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن"أوتشا"، أنّ عام 2019 شهد زيادة كبيرة في حالات الإصابة بحمى الضنك مقارنة بعام 2018.
وأضاف المكتب الأممي أنَّ هناك زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك في عام 2019 مقارنة بعام 2018، حيث يعمل الشركاء على زيادة الاستجابة في المناطق المصابة ، ويعملون على منع انتشار المرض.
وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.
كما أنّ "الضنك" هو أحد الأمراض العبثية التي تسبّبت في تفشيها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، ضمن سلسلة طويلة من صنوف الاعتداء التي دفع السكان ثمنًا فادحًا من ورائها.
وجرّاء الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، دفع أغلب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات آثارًا مروعة جرّاء تردي القطاع الصحي.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.
وصرّح الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير بأنَّ عشرين مليون شخص يحتاجون إلى رعاية صحية، ويعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي، موضّحًا أنّه منذ مطلع هذا العام توفي نحو ألف شخص بمرض الكوليرا، من أصل 700 ألف إصابة، كما أدَّى تفشي مرض الخُناق أو الدفتيريا لوفاة نحو 100 شخص.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بأن تسبَّبت في تفشي كل هذه الأمراض، لكنّها عملت على عرقلة مداواة هذه الأمراض واستهدفت الفرق الطبية سواء الإقليمية أو الدولية، وهو ما ضاعف الأزمة.
وفي محافظة الحديدة، منعت مليشيا الحوثي عددًا من المبادرات الطبية من المنظمات لإغاثة مرضى حمى الضنك في مناطق محافظة الحديدة وخصوصا مديرية الجراحي.
وقال مصدرٌ عاملٌ في إحدى المنظمات في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنَّ عددًا من المنظمات تقدَّمت بمشروعات لإنقاذ المرضى في مناطق الحديدة جراء تفشي مرض حمى الضنك , وعرضت إرسال أدوية وفرق طبية, غير أنَّ مليشيا الحوثي طلبت دراسة تلك المشروعات عبر ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية.
وضمن عدوانها على القطاع الصحي أيضًا، أنشأت مليشيا الحوثي معامل خاصة لتزوير الأدوية الإيرانية المنتهية والممنوعة، وهذه المعامل تنتشر في صنعاء، وتتركز مهامها بتوزيع أدوية إيرانية منتهية الصلاحية، ليتم عقب ذلك تخزين كميات كبيرة منها في مخازن صنعاء وذمار.
هذه الأدوية يتم جلبها بحرًا إلى ميناء الحديدة ومنه إلى صنعاء، حيث تقوم المليشيات الحوثية تحت إشراف قيادات نافذة بتغيير تواريخ صلاحيتها وتوزيعها على سوق الدواء بالمحافظات على اعتبار أنها أدوية سليمة.
كل هذه المآسي الصحية، الموثقة بتقارير دولية، ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب، دون أن يتخذ المجتمع الدولي أي إجراءات رادعة للتصدي لهذا العبث الهائل ووقف الانقلابيين عند حدهم.