الخلافات تضرب المليشيات.. أدوية دولية تفجِّر صراعات حوثية
بلغت صراعات الأجنحة بين قادة المليشيات الحوثية حدًا غير مسبوق، والتي تندلع في أغلب الأسباب بسبب خلافات على الأموال والنفوذ.
ففي صراعات جديدة، شهدت الفترة الماضية تفاقمًا الخلافات بين قيادات حوثية رفيعة على خلفية بيع مساعدات علاجية مُقدمة من المنظمات الدولية لوزارة الصحة التابعة للمليشيات.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ قيادات حوثية نافذة بينهم وزير الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" طه المتوكل، والقيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء قاموا ببيع المساعدات العلاجية المقدمة من المنظمات الدولية لتجار أدوية الجملة بصنعاء بمبلغ تسعة ملايين و800 ألف دولار.
وأضافت المصادر أنَّ قيادات حوثية من المستوى المتوسط في وزارة الصحة عملت دور "السمسار"؛ لبيع هذه الأدوية مع تجار أدوية الجملة ونقلها من مخازن وزارة الصحة في منطقة الحصبة بصنعاء إلى مخازن تجار الجملة خلف فندق تاج سبأ في منطقة التحرير ومخازن في مناطق أخرى.
وأشارت المصادر إلى أنَّ السماسرة من القيادات الحوثية المتوسطة استولت على مبلغ كبير, غير أنَّ القيادي الحوثي أحمد حامد اتهم وزير الصحة الحوثي طه المتوكل بالتحايل عليه والاستيلاء على معظم المبلغ الذي تم استلامه كدفعات من تجار أدوية الجملة.
ونوهت بأنَّ أحمد حامد اختطف اثنين من السماسرة أحدهما يدعى الذاري والآخر القباطي، وأودعهما أحد السجون لإجبارهما على دفع المبلغ المتبقي عندهم.
وكانت هذه الخلافات تدور بسرية تامة, قبل أن تتسرب بعض المعلومات بعد اعتقال الذاري والقباطي.
وشددت المصادر على أن الأدوية التي جرى بيعها هي أدوية غالية الثمن لمرض إنفلونزا الخنازير، وأخرى خاصة بالحميات الفيروسية والإسهالات والأمراض الشائعة.
وكثيرًا من يتم الكشف عن صراعات أجنحة بين قادة المليشيات الحوثية، وتندلع في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ، حتى أصبحت هذه أحد أهم الأسباب التي تنذر بانهيار معسكر الانقلابيين، لا سيّما أنّها تندلع بسبب خلافات على الأموال.
وفي شهر ديسمبر الماضي، قتل ثلاثة قيادات من مليشيا الحوثي في محافظة ذمار، وفيما لم يُعلن عن السبب في مقتلهم إلا أنّ مصادر محلية رجَّحت أن تكون الواقعة ضمن التصفيات داخل أورقة المليشيات.
القيادات الثلاثة قتلوا برصاص مسلحين مجهولين دون أن تكشف الجماعة عن كيفية مصرعهم أو المكان الذي تم تصفيتهم فيه، موضحةً أنَّ من بين هذه القيادات قيادي يكنى بـ"أبو صالح"، وآخر يكنى بـ"أبو زيد"، بينما لم يتم التعرف عن كنية القيادي الثالث.
وفي أحدث حلقات الصراعات الحوثية أيضًا، أعاد محمد الحوثي سيطرته على ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية الذي شكله القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بديلًا عن الهيئة العليا لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، في إطار الصراع بين القياديين الحوثيين للاستحواذ على مشروعات المنظمات الدولية والأموال المرصودة لها.