أذن الطين والعجين.. الشرعية ودخول الأتراك الأربعة

الجمعة 3 يناير 2020 01:54:10
testus -US
"أذن من طين، وأخرى من عجين".. يعرف ملايين العرب هذا القول الدارج جيدًا، يطبقونه كثيرًا في حياتهم اليومية، وقد أصبح معبِّرًا عن تعامل حكومة الشرعية مع مختلف الفضائح التي تحاصرها.
الفضيحة الجديدة التي حاصرت الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي تمثّلت في خطة إخوانية هدفت إلى تنامي الدور التركي في اليمن.
وأظهرت وثيقة مسربة ما يمكن اعتباره تناميًّا للدور التركي في اليمن، حيث كشفت عن دخول أربعة أشخاص من عناصر الاستخبارات التركية عبر منفذ صيرفت.
وصدرت الوثيقة، التي حصل "المشهد العربي" على نسخة منها، عن جوازات المنفذ، وموقعة من الإخواني أحمد سعيد رعفيت ونصّت على: "إلى من يهمه الأمر.. عدد 4 أتراك يحملون جوازات رقم 714176010، 70406423، 71538686، 722479463.. إشارة إلى المذكورين تأشيراتهم الدخول إلى اليمن موجودة لدينا وسوف يتم عملها لهم عند دخولهم إلى المنفذ وعليه لا مانع من السماح بخروجهم".
وعلى الرغم من هذه الفضيخة المدوية التي هدفت في المقام الأول إلى تنمية الدور التركي في اليمن وهو ما يُمثِّل طعنة إخوانية شديدة الغدر بالتحالف العربي، فقد التزمت حكومة الشرعية بالصمت المريب.
الفضيحة التي سقطت فيها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح أثارت انتقاد المحلل السياسي خالد الزعتر.
وقال الزعتر في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "من سمح بدخول ضباط استخبارات تابعين لتركيا للأراضي اليمنية".
وتساءل الزعتر قائلًا: "لماذا صمتت الحكومة الشرعية اليمنية عن هذا الأمر، وماذا سيكون عمل الأتراك في حين أن الموقف الرسمي للأتراك معروف عنه إنه يهاجم التحالف العربي ويدعم إيران".
وأضاف الزعتر: "وثيقة دخول ضباط استخبارات أتراك لليمن عبر منفذ صرفيت، تركيا عدو للتحالف العربي وحليف رئيسي لإيران، ماذا يفعل الضباط الأتراك في اليمن ومن المسؤول عن التصريح بدخولهم، هل تولت تركيا بشكل رسمي التخطيط والتنفيذ لإجهاض إتفاق الرياض لخدمة الحوثي".
تُظهر الوثيقة كثيرًا من الريبة في أمر هؤلاء الأتراك، لا سيّما أنّهم يعملون لدى استخبارات أنقرة، ما يؤشر إلى أنَّ مهامًا مريبة أو مشبوهة سيؤديها هؤلاء الأشخاص، المجهولة أسماؤهم إلى الآن.
كما أنَّ سماح هذا المنفذ الخاضع لإدارة "إخوان الشرعية" للعناصر الأتراك بالدخول يكشف عن تماهي علاقات أنقرة بالشرعية، وذلك ضمن سلسلة طويلة من الدعم الذي تقدمه لجماعة الإخوان الإرهابية في مناطق مختلفة في الإقليم.
وإلى جانب قطر، تعمل تركيا على تقوية نفوذ جماعة الإخوان، ممثلة في حزب الإصلاح، ضمن مخطط عام يرمي إلى استهداف التحالف العربي والجنوب أيضًا، عبر الدعم المالي والسياسي والتسليحي للجماعة المصنّفة إرهابية في كثيرٍ من البلدان.
وبرز الدور التركي بشكل مكثف في الفترة الأخيرة التي أعقبت التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، بداعي أنّ الاتفاق يقضي على نفوذ "الإخوان" بشكل كامل، وهو أمرٌ لا يُعجب أنقرة التي حاولت بدورها تمكين حزب الإصلاح بسبلٍ شتى من أجل إفشال الاتفاق، وهي مهمة يبدو أنّها أُوكِل جزءٌ منها إلى العناصر الاستخبارية الأربعة التي وصلت مؤخرًا.