كلفة الحوثي الباهظة.. مدنيون يدفعون ثمن طائفية المليشيات

الثلاثاء 7 يناير 2020 17:29:11
testus -US

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، عملت على تحميل السكان ثمن طائفيتها الحادة، سواء ماليًّا أو حتى عبر سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها في هذا الصدد.

ففي جريمة حوثية جديدة تتعلق بعلاقات هذا الفصيل الإرهابي بدولة إيران، فقد خصَّصت المليشيات مبالغ مالية كبيرة لطباعة لوحات دعائية وصور وملصقات في محافظة ذمار، للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي قتل في ضربة أمريكية، فجر الجمعة الماضية.

وقالت مصادر مطلعة إنّ ميلشيا الحوثي وجهت بطباعة صور وملصقات لـ"سليماني" في عدد من محلات الدعاية والإعلان بشارعي رداع والتعاون بمدينة ذمار.

وأضافت أنَّ المليشيات خصَّصت مبالغ مالية، قدرت بحوالي مليوني ريال، لطباعة الصور والملصقات وألزمتهم بإخراجها، وتوزيعها وإلصاقها في المقرات الأمنية ومقرات تجمع المليشيات,

هذه الطائفية الحوثية يدفع ثمنها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، التي تُفرَض عليهم أموالٌ وجبايات يجمعها الانقلابيون بسلطة قوتهم الغاشمة، من أجل تمويل هذه الممارسات الطائفية.

الواقعة الحوثية وإن كانت غير مستغربة، فإنّها تفضح التباكي الحوثي على الصريع سليماني، الذي مثَّل مقتله ضربة قوية للدعم اللوجستي الذي لطالما حصلت عليه المليشيات من طهران على مدار السنوات الماضية.

وتسبَّب الحوثيون بفعل هذه الممارسات الطائفية في تكبيد السكان آثارًا فادحة سواء فيما يتعلق بالاستهداف الجسدي عبر المطاردة والاختطاف والتعذيب وحتى القتل لكل من يخالف سياسات المليشيات، وفي الوقت نفسه الجبايات التي يفرضها عليهم الانقلابيون من أجل تمويل مثل هذه الأنشطة.

وعلى مدار الأيام الماضية التي أعقبت اغتيال سليماني، تباكت المليشيات كثيرًا على مقتله، وتجلّى ذلك في الحديث السياسي عندما لوّح القيادي محمد علي الحوثي بأنّ مليشياته ستباشر الرد على هذه الصفعة المدوية لإيران.

على الأرض، لم يتأخر الرد الحوثي حيث اختارت المليشيات الحوثية ميدان الضالع لاستعراض قوتها الغاشمة عبر سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية، التي واجهتها القوات الجنوبية ببسالة عظيمة.

لا يقتصر الأمر على ذلك، فقيادات المليشيات الحوثية ينتابها رعبٌ هائلٌ من أن ينالها نصيبٌ مماثلٌ من هذه الضربات، التي تهدف جميعها إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تجلّت هذه المخاوف الحوثية في تعليمات أصدرتها المليشيات إلى قياداتها بتعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركاتهم، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ التعليمات الجديدة نصّت على مراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركات القيادات الرفيعة في المليشيات، وكذلك تقييم عناصر حلقة الأمن والحراسات الخاصة بكل قيادي وإعادة غربلتهم وتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة.