حزب الإصلاح وسهامه الموجهة نحو المهرة
عبدالقادر القاضي
الإصلاح كحزب لم يقدم مشروعاً وطنياً حقيقياً وملموساً لليمن طوال 28 عامًا عدا مشروع جامعة الإيمان التي أنتجت لنا وللعالم وللمجتمعات المجاورة قنابل موقوتة تمشي على قدمين، وفكر أناني جاحد ومريض.
ها هم اليوم إعلام وأجنحة هذا الحزب المتسكعون في تركيا وقطر عليهم أن يروا البصمات التنموية التي تقوم بها قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فتجدهم يشنون حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية، واصفين القوات السعودية بالمحتل، على نفس نغمة الاحتلال الإماراتي سابقاً التي كانت أيضا تتماشى على نفس نغمة وعزف الحوثيين أنفسهم. تعال معي وأطلق لمخيلتك العنان ودعنا نقلب الأمر ونستخدم منظارين لرؤية الموضوع..
فلو كانت مثلاً تركيا أو قطر هم من يعملون الآن بالمهرة لرأيتهم يكتبون المقالات والإشادات بمدى عمق ومتانة الروابط الأخوية بين البلدين وحقيقة المصير المشترك في ظل هذه العواصف والاضطرابات السياسية والعسكرية التي تمر بها المنطقة بشكل عام وبلدنا بشكل خاص، وإذ أننا في الحكومة اليمنية نعلن عن خالص شكرنا وتقديرنا وتثميننا لجهود ودعم حكومتي قطر وتركيا واهتمامها المتميز والملحوظ بمحافظة المهرة لما لهم أيضا من مصالح أخوية مشتركة معنا كدولة شقيقة بينهما تاريخ طويل من العلاقات المتينة ونكون فخورين بأنفسنا حينما نكون قادرين على منح أشقائنا كافة التسهيلات التي تخفف عنها بعض الأعباء وتزيد من غيض الأعداء، وما هذا التعاون الكبير إلا خطوة على طريق تفعيل التعاون والتآزر العربي المشترك ضد أعداء الأمة.
هكذا كانوا سيكتبون ويصيغون الخبر، وهكذا كانوا سيغردون إن نحن فقط غيّرنا أسماء الدول، لكن طالما وأن المملكة العربية السعودية هي من تستنهض قدرات المهرة واليوم بدأت تحرك ملف إعمار عدن بكل قوة فإن هذا أمر جلل وهذا احتلال وعدوان، طالما أنهم ليسوا في الموضوع كطرف ولاعب أساسي مؤثر في تلك المشاريع التي دعمت المملكة بتنفيذها وإنجازها في المهرة .
فكما ترون أنتم في حزب الإصلاح الموضوع بالمنظار التركي القطري وستضفونه بالتعاون الأخوي، كذلك نحن حينما نرى الموضوع بالمنظار السعودي الإماراتي فإننا سنصفه بأنه تعاون أخوي بل وواجب أدبي وأخلاقي من قبل المملكة تجاه المهرة، حتى وإن كان لها مصلحة مستقبلية تخص مد أنابيب نفط إلى الموانئ عبر المهرة فإن ذلك لا يعيبها ولا ينقص من المهرة شيئاً، بل على العكس لعل في ذلك خير لها ولأهلها طالما سيكون ذلك من ضمن الأمور الناسفة للتهديدات الإيرانية المتكررة والتي لطالما تهدد وتعربد وتعلن عن قدراتها لغلق مضيق هرمز الذي لطالما كانت تبتز خصومها به .
دعني الآن أأخذك سريعا في مقارنة أخرى سريعة وألفت نظرك أن القوات التركية المتواجدة على أرض قطر والتي أصبح لديها قاعدتها الخاصة هناك، هؤلاء ليسوا احتلالًا بل هؤلاء يساندون ويدعمون قطر في أي عدوان محتمل عليها وقطر هي من استدعتهم، طيب مش برضه القوات السعودية المتواجدة في المهرة وعدن موجودة لنفس الهدف وبطلب من الشرعية والرئيس هادي يعلم ومطلع بكل ما يتم بالمهرة، والمملكة تعمل تحت نور الشمس سواء في عدن أو في المهرة وفي كل مكان وليس لديها ما تخفيه، بل على العكس المملكة لا تفوت مناسبة إلا وتعلن عن ما تفعله وما تقدمه من دعم البنية التحتية في المهرة أو عدن أو أي مكان.
ستظلون تلهثون وراء سراب يا حزب الانتهازية والأنانية، يا خدام التنظيم العالمي لتمزيق المجتمعات والشعوب، يا من جعلتم الدين بضاعتكم للوصول إلى الحكم، فظننتم وتوهمتم أن لا مسلمين إلا أنتم ولا موحدين إلا أنتم ولا نزيهين إلا أنتم.
هم فقط الملائكة وغيرهم شياطين، مع أن إبليس حين يطلع على خططهم، يقف لهم احتراماً ويخبط كفاً على كف مصفقاً مذهولاً مشدوهاً بمدى عمق سفالة وانحطاط هذا الحزب الذي أبهره شخصياً بهذا الأداء المتلون العجيب! .