الشرعية تحرك أذرعها لإثارة الجنوب.. العيسي نموذجاً
بالرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها التحالف العربي للمضي قدماً باتجاه تطبيق بنود اتفاق الرياض، غير أنه من الواضح أن الشرعية غير جادة في هذا الأمر حتى بعد توقيعها المصفوفة الأمنية التي بمقتضاها التزم المجلس الانتقالي بحسب قواته من المناطق المتفق عليها في شبوة وأبين.
وتحاول الشرعية جاهدة أن تضع العراقيل واحدة تلو الأخرى أمام التحالف العربي عبر محاولة إثارة أبناء الجنوب في مناسبات عدة، آخرها قرار أحمد صالح العيسي، رجل الأعمال الموالي للشرعية، تغريم نادي وحدة عدن الرياضي نصف مليون ريال، عقابا لجماهير النادي على رفع علم الجنوب خلال مباراة الفريق.
يدرك العيسي جيداً أن أبناء الجنوب لديهم ارتباط وثيق بالعلم، كما أن رفعه في مناسبة رياضية لا يمثل إي إشكالية لأي طرف لأن أبناء الجنوب يرفعون العلم في جميع المناسبات السياسية والاجتماعية المختلفة، وهو ما يجعل القرار يأخذ أبعاد أخرى تهدف لإثارة المواطنين في محافظات الجنوب والعاصمة عدن.
ونص القرار الذي حمل توقيع العيسي، بصفته رئيسا لاتحاد الكرة، حرمان جماهير النادي من حضور مباريات الفريق، إذا تكررت واقعة رفع علم الجنوب بمباريات الفريق، وتسبب القرار في موجة غضب داخل اتحاد كرة القدم، دفعت سكرتير لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم بعدن، إلى الاستقالة احتجاجا على خلط الرياضة بالسياسة.
وتحت عنوان "حملة هويتي"، اندلعت الشهر الماضي ثورة تويترية في حب الجنوب وهويته عبَّرت عن حب الجنوبيين لوطنهم وعلمهم وتمسُّكهم بهويتهم، في وقتٍ تُصنَّف فيه المؤامرات ضد الوطن بأنّها الأكبر تاريخيًّا.
وكان الناشط السياسي نافع بن كليب دشَّن الحملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وطالب الشعب بدعم الهوية الجنوبية عبر تغيير صور حساباتهم على الموقع بصورة علم الجنوب، مشددًا على أن الجنوبيين لن يقبلوا بغير هويتهم، وهو ما استجاب له مئات الآلاف من أبناء الجنوب.
أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، أن شعب الجنوب بإرادته القوية سيظل موحداً مهما طالت المؤامرات التي تستهدف القضية الجنوبية، مشدداً على أن علم الجنوب سيظل مرتفعاً شامخاً، مضيفاً أن الجنوب لن يكون إلا بأهله.
وكتب "الجعدي" في تغريدة عبر حسابه الشخصي بتويتر، " قال فيها: "الشعب الجنوبي موحد وعلم الجنوب سيرتفع عالياً في كل مناطق الجنوب ، والجنوب وأمن الجنوبيين لن يكون غير بابناء الجنوب ولا أحد غيرهم" .
وتجمع بين الجنوبيين وعلمهم علاقةٌ فريدة من نوعها، وقد أصبح هذا العلم ساريةً تقهر أعداء الوطن.
وعلم الجنوب ليس مجرد أربع ألوان على سارية، لكنّها هوية وطن يجري حبه في عروق شعبه، ويسيل كراهية وطائفية في أجساد أعدائه، وقد أصبح هذا العلم في دستور حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي سببًا لأن يستهدف الجنوبيين بسببه.