تفخيخ المساجد.. طائفية إيران تطغى على إرهاب الحوثي باليمن
طغت الطائفية الإيرانية على الجرائم الحوثية التي ترتكبها في اليمن، وظهرت واضحة من خلال الحادث الإرهابي الأخير الذي استهدف مسجداً داخل معسكر للشرعية في محافظة مأرب، وهو ما يبرهن على العناصر الحوثية الإرهابية تنفذ مشروعاً إيرانياً يستهدف كل من يناوئها وتسعى من خلاله إلى إحداث تغيير ديموغرافي في اليمن.
واستهدفت ميليشيا الحوثي 76 مسجداً في المناطق التي سيطرت عليها، منذ انقلابها على الشرعية، ومنعت المليشيات الحوثية حرية اختيار المصلين لخطباء المساجد، وهجرت أكثر من 1200 عالم وداعية كما فرضت عادات إيرانية مثل الصرخة ويوم الغدير ويوم الولاية.
وعملت المليشيا الإرهابية باستفزازها على استفزاز عاطفة اليمنيين الدينية، إذ حولت المساجد إلى أماكن لتعاطي الدخان وساحات للرقص، وبثّت من مكبرات الصوت فيها خطابات زعيم التمرد عبدالملك الحوثي وغيره من القيادات الإرهابية
وأدرجت المليشيا الإرهابية المساجد على سلّم أولوياتها، إذ تسعى إلى السيطرة عليها، وتحويلها إلى منابر لتسويق مشروعها الطائفي القائم على العنف، والترويج للثورة الخمينية والمشروع الإيراني الذي يعادي المساجد.
وكشف الاستهداف الذي طال المساجد وأماكن العبادة مدى امتداد جرائم الميليشيا الحوثية الإرهابية وعدم مراعاتها لحرمة قتل المصلين، ما يؤكد دأب الميليشيا الحوثية على استهداف تجمع المصلين بصلوات الجمعة والفرائض، وتعمدها استهداف المصلين والآمنين بدور العبادة ما يبين مخالفة هذه الميليشيا الإرهابية لكل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية.
وسبق تفجير مسجد مأرب الأخير تفجير ضخم دمر أحد أكبر المساجد والمراكز العلمية في دمّاج، بعد أن فخخته ميليشيا الحوثي، وتكرر الأمر في مديريات عمران، التي رفع فيها مسلحو المليشيات الحوثية على أنقاضها شعارهم المسمى «الصرخة»، وهو شعار باطنه العداء وظاهره الدمار.
في مديرية همدان "شمالي صنعاء" كان التفجير المرعب لأحد أكبر مساجدها حديث اليمنيين، وحدث ذات الأمر للعديد من المساجد في مديريات ومحافظات أخرى فجرتها الميليشيات الحوثية، ووثّقت عناصر الميليشيا عمليات التفجير بالصوت والصورة إمعانا في استفزاز المجتمع وإشباعا للحقد التاريخي على اليمنيين وعقيدتهم، فهم يرون في المساجد خطرا على مشروعهم وحائط صد يعيق توسعهم وانتشار فكرهم.
ذكرت دراسة ميدانية سابقة أعدها برنامج التواصل مع علماء اليمن أن نحو 800 مسجد طالتها انتهاكات ميليشيا الحوثي، مع أن هذه إحصائية غير نهائية في ظل استمرار هذه الانتهاكات، وتصاعد وتيرتها في الآونة الأخيرة، حيث استعرت الحمّى الحوثية ضد المساجد وتحويلها إلى أوكار تجهيل واستقطاب طائفي وتجنيد.
وبحسب تقارير أعدتها منظمات حقوقية يمنية فإن مليشيا الحوثي الإرهابية استغلت بيوت الله لتحويلها لثكنات عسكرية، وذلك بسبب البنية القوية للمساجد وزيادة مساحتها، أيضا بسبب استغلالها البعد العقائدي لدى اليمنيين، والذي يخشون اقتحام بيوت الله أو تحويلها لساحة للقتال.
وأشارت التقارير إلى أن هناك 176 مسجداً عمدت الميليشيات، إلى تدميرها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية، بحسب آخر إحصائية قامت بها الشرعية.
وبحسب التقرير ذاته، الذي شمل أربع سنوات منذ العملية الانقلابية وحتى نهاية 2016، فإن مساجد محافظة صعدة وأمانة صنعاء طالتهما النسبة الأكبر من انتهاكات الحوثيين، بواقع 282 مسجداً في أمانة صنعاء، و115 في محافظة صعدة، فيما بلغ عدد المساجد التي فجرها الحوثيون 80 مسجداً، والتي قصفوها بالدبابات والأسلحة الثقيلة بلغت 41 مسجداً، فيما اقتحموا وعبثوا بـ117 مسجداً، وحولوا 157 مسجداً إلى ثكنات عسكرية.