عداء محافظي الشرعية للجنوب.. بن عديو يصنع العبث
في الوقت الذي تتجاهل فيه حكومة الشرعية مسار الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ محافظي هذه الحكومة يواصلون عداء الجنوب عبر سلسلة طويلة من التصريحات المريبة التي تستهدف نهب حق الجنوبيين في استرداد وطنهم.
الهجوم هذه المرة صدر على لسان القيادي الإخواني محمد صالح بن عديو محافظ شبوة، الذي خصّص وقته وجهوده من أجل ترسيخ الاحتلال الإخواني في المحافظة، ومعاداة الجنوب وانتقاص حق الشعب في تقرير مصيره.
بن عديو الذي يزعم أنّ القوات الجنوبية ليس لها مكان في محافظة شبوة، تمثل سياسة انتهاك جديدة من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية لبنود اتفاق الرياض، في وقتٍ تبدي فيه القوات المسلحة الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق، لا سيّما فيما يتعلق بالانتشار العسكري.
تلاعب بن عديو ببنود اتفاق الرياض تمثّل كذلك في وضعه صعوبات أمام تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق في محافطة شبوة.
وكشفت مصادر مطلعة، أن محافظ شبوة الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، محمد صالح بن عديو، يرفض أي انسحاب للمليشيان الإخوانية الإرهابية القادمة من محافظة مأرب، أو عودة قوات النخبة الشبوانية.
واصطدمت ترتيبات لجنة التحالف العربي في العاصمة عدن، بتعنت جناح الإخوان في حكومة الشرعية، في تنفيذ انسحابات المليشيا الإرهابية من مأرب، مع افتعال أزمات لتعطيل مهام إعادة ترتيب القوات بالمحافظة.
وتعمل أجنحة داخل حكومة الشرعية على صلة بحزب الإصلاح الإخواني أو متوافقة مصلحيًّا مع أجندته، تعمل على عرقلة استكمال تنفيذ الاتفاق.
جهود إفشال اتفاق الرياض ومحاولة دفعه إلى الانهيار تُحرِّكها مساعي قطرية تركية إلى عرقلة المسار الذي قطعه التحالف العربي بقيادة السعودية طيلة قرابة الأربع سنوات لإعادة الاستقرار إلى اليمن ومنع وقوعه في قبضة إيران والتنظيمات الإرهابية.
وضمن العبث الذي يمارسه المحافظ الإخواني في شبوة، فقد تسبّب في إثارة كثير من الغضب، عبر إقامة حفل فني، متجاهلًا الهجوم الذي شنّته المليشيات الحوثية على أحد معسكرات محافظة مأرب.
كما أنّ تصريحات "بن عديو" العدائية ضد الجنوب جاءت في وقتٍ استعرت فيه الاعتداءات والجرائم التي تمارسها المليشيات الإخوانية ضد الجنوبيين، ضمن مخطط إخواني يرمي إلى ترسيخ احتلالهم للمحافظة.
وبعدما تعرَّضت لاحتلال غاشم من قِبل المليشيات الإخوانية، أصبحت محافظة شبوة مرتعًا لفوضى أمنية صنعتها السلطة الإخوانية، يدفع ثمنها الجنوبيون على صعيد واسع.
وشهدت مناطقٌ كثيرة في شبوة، انفلاتًا أمنيًّا كبيرًا، وانتشارًا للجريمة والمخدرات عقب سيطرة مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، على المحافظة النفطية.
وفي الفترة الأخيرة، لجأت حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، إلى افتعال الكثير من الأزمات في مناطق الجنوب بغية تأزيم الأوضاع الحياتية أمام الجنوبيين.
هذه السياسة الإخوانية تجلّت أكثر في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فإذا كانت هذه الخطوة تضبط مسار الحرب وتعيد هيكلة القوات الأمنية والعسكرية، وهو ما يُمثّل ضربة قاسمة لـ"الإصلاح" ومؤامراته، فقد لجأ الحزب الإخواني لما تعرف بـ"حرب الخدمات".