اقتصاد الجنوب.. ملفٌ رئيسٌ على أجندة الانتقالي
في خضم التحديات التي تحاصر الجنوب من اتجاهات عدة، لم تغفل القيادة السياسية - ممثلة في المجلس الانتقالي - الشق الاقتصادي، ضمن جهود ترسيخ وتقوية المؤسسات على النحو الذي يساهم في استعادة الدولة وفك الارتباط.
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التقى بمقر المجلس بالعاصمة عدن، قيادة وأعضاء الغرفة التجارية، برئاسة أبوبكر باعبيد رئيس الغرفة التجارية.
حضر اللقاء كل من الدكتور عبدالناصر الوالي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، رئيس القيادة المحلية بالعاصمة عدن، والدكتور عبدالقوي الصلح، رئيس الدائرة الاقتصادية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، والأستاذ نصيب العامري ممثلاً عن الجمعية الوطنية.
وفي مستهل اللقاء، رحّب الرئيس القائد بقيادة وأعضاء الغرفة التجارية، واصفًا إياهم "برواد الصناعة والتجارة وعصب الحياة الاقتصادية للعاصمة الجنوبية عدن".
وناقش اللقاء سُبل مواجهة تسارع انهيار العملة المحلية وكذا الصعوبات التي يواجهها التجّار بهذه المرحلة الصعبة وأهمية العمل وفق رؤية اقتصادية تساهم بتحسين أوضاع المواطنين.
من جانبه، عبّر باعبيد عن شكره لقيادة المجلس والاهتمام الكبير الذي توليه بشريحة التجّار والمصنعين، مقدمًا شرحًا متكاملاً حول دور الغرفة التجارية ومعاناتها بالمراحل الماضية.
كما قدم باعبيد شرحًا عن أهمية المناطق الاقتصادية في العاصمة عدن والرؤية الاقتصادية، وسُبل تنفيذ خارطة "الماستر بلان عدن ٢٠٠٥-٢٠٢٥".
وأشار في سياق شرحه إلى أهمية ميناء عدن ودوره الحيوي، مؤكدًا أنّ تعرضه للتدمير الممنهج ساهم بتعطيل صرح اقتصادي هام للعاصمة عدن، أسوة بما حصل للمصفاة.
بدوره، تحدث الدكتور عبدالسلام حميد، مستشار رئيس المجلس الانتقالي للشؤون الاقتصادية، عن اهمية الحفاظ على الاستقرار المالي، وكذا دور التحالف العربي في دعم العملة المحلية من خلال الوديعة السعودية للبنك المركزي، وعدم قدرة الحكومات السابقة على تثبيت سعر الصرف.
عقب ذلك، أتيح المجال لأعضاء الغرفة التجارية الذين تحدثوا عن عدد من المشاكل تواجههم، وفي مقدمتها زيادة الأعباء المالية نتيجة انهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، الأمر الذي أدّى لرفع الكلفة المادية للسلع وبالتالي زيادة الأعباء على المواطن البسيط.
وفي الختام، أهدى رئيس الغرفة التجارية، الرئيس الزُبيدي خارطة جغرافية لأهم وأبرز المناطق الاقتصادية والصناعية في العاصمة عدن، تجسد حلم عدن ونواة الرؤية الاقتصادية، وكذا سُبل تنفيذ خارطة الماستر بلان عدن ٢٠٠٥-٢٠٢٥.
يُشير كل ذلك إلى مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الجنوبية لدعم القطاع الاقتصادي ضمن جهود المجلس الانتقالي لترسيخ وتعزيز المؤسسات الجنوبية، بما يُحقق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة.
وكان الرئيس الزُبيدي قد تطرَّق قبل أيام، إلى التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي بشأن الأوضاع الإنسانية الحالية بالمحافظات المحررة، وقال إنّ المعاناة للجرحى وتسفيرهم قد زادت بسبب فشل الشرعية بهذا الملف وعدم الضغط من التحالف لتسريع نقل وعلاج الحالات الخطرة للخارج وعدم التأخير فيها.
وقال إنّ معاناة المواطنين زادت بسبب انهيار العملة مما أدى لانخفاض قيمة الراتب الفعلية، بالإضافة إلى نقص المخزون الغذائي بسبب عدم قدرة التجار على الاستيراد نتيجة الصعوبات بالبنك المركزي وعدم توفر العملة.