اختطاف أهالي شبوة.. لماذا يحقد الإخوان على الجنوبيين؟

الخميس 23 يناير 2020 16:17:56
testus -US

فيما كان الهدف من اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية فرصة لتحقيق الاستقرار على النحو الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات، فقد عملت المليشيات الإخوانية طوال الفترة التي أعقبت الاتفاق على ارتكاب أبشع الجرائم ضد الجنوبيين.

محافظة شبوة تعرَّض مواطنوها لسلسلة طويلة من الاعتداءات الإخوانية، حيث أضافت هذه المليشيات التابعة للشرعية جرائم جديدة إلى سجلها الدموي.

ففي الساعات الماضية، أقدمت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية على اختطاف عشرة شبان في إحدى النقاط التي نصبتها بمنطقة العرم في شبوة.

وقالت مصادر محلية إنّ مليشيا الإخوان اختطفت الشبان الذين ينتمون لقبيلة خليفة بني هلال خلال قدومهم من العاصمة عدن.

هذه الجريمة الإخوانية تُضاف إلى سجلٍ طويل من الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل على مدار الأسابيع الماضية، وهي اعتداءات وانتهاكات اشتدت حدتها في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، حيث تعمل المليشيات الإخوانية على استفزاز الجنوبيين وصناعة توتر يُسهم في نهاية المطاف إلى إفشال الاتفاق.

ونظرًا للحقد الإخواني الهائل ضد الجنوب الذي وُضع دائمًا في دائرة الاستهداف من قِبل هذا الفصيل الإرهابي، فقد تعرَّض كثيرٌ من الجنوبيين للاختطاف والزج بهم في السجون، وذاقوا مرارة التعذيب هناك.

المليشيات الإخوانية مع احتلالها لمناطق جنوبية، عملت على تأسيس عديد السجون السرية التي استهدفت في المقام الأول النيل من الجنوبيين وتعذيبهم ليل نهار.

ودفعت محافظة شبوة ثمنًا ثقيلًا لهذا الإرهاب الإخواني، الذي تجلَّى في اختطافات عديدة لأبنائها، زجَّت بهم المليشيات الإخوانية في سجونها.

جرائم المليشيات الإخوانية ضد الجنوبيين المختطفين في سجونها، أثارت غضبًا هائلًا، تجلّى في تصعيد قبائل آل ديان في شبوة التي اتهمت المدعو عبدربه لعكب بأنّه المسؤول الأول عن اختطاف واعتقال أبنائهم وتعريضهم لشتى صنوف الاعتداءات.

قبائل آل ديان وجَّهت رسالة إلى اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، وصفت فيها ما تعرض له أبناؤها بأنه أفعال مزاجية غير قانونية وغير مسئولة ضد أبناء شبوة عامة وآل ديان خاصة.

وقالت الرسالة: "ستؤدي -هذه الأفعال- إلى دفع أبناء القبائل إلى المعاملة بالمثل، وهذا ما لا نريده، فإن كان قائد القوات الخاصة لا يمتثل لأوامركم فإن هناك شبابًا لا يمتثلون للقبيلة، وستتفاقم الأمور وتروح إلى منحنى لا يرضينا كقبيلة ولا يرضيكم كلجنة أمنية، وبالتالي سيتمترس الجميع خلف مطالبه المشروعة ولن تجدي الوساطات بين الطرفين نفعًا".

وارتكبت مليشيا إخوان الشرعية منذ احتلالها محافظة شبوة، انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان وممارسات تتمثَّل في إعدامات ومداهمة المنازل، وكذا الاختطاف.

في المقابل، تولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا بالعمل على حفظ حقوق شعبها، وذلك من خلال توثيق الجرائم التي يتعرض لها الجنوبيون من أعدائهم، لا سيّما التي ترتكبها المليشيات الإخوانية والتي استعرت حدتها في الفترة الأخيرة.

وكانت دائرة حقوق الإنسان التابعة للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد رصدت الانتهاكات الحقوقية تجاه أبناء شعب الجنوب، خلال ندوةٍ نظَّمتها الدائرة في 20 ديسمبر الماضي، بمناسبة الذكرى الـ71 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وفي كلمتها، قالت ذكرى معتوق رئيسة دائرة حقوق الإنسان: "على الرغم من أنَّ القوانين والشرائع تكفل حقوق الإنسان وتحث عليه، فإننا نرى استمرارًا للانتهاكات ضد حقوق الإنسان في الجنوب وتصويره على أنه هو الجلاد وليس الضحية".

وتحدَّثت عن إلى توثيق الانتهاكات التي طالت الجنوب منذ عام 1994 حتى العام الجاري، وقالت: "المواطن الجنوبي يشهد عمليات ممنهجة تستهدف حياته ومعيشته"، مشدِّدةً على أنَّ المجلس الانتقالي يتعامل مع حقوق الإنسان من منطلق أن لا تتجزأ.

حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.

وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.