الجنوب وشهداؤه.. دماء وتضحية لا تذهب سدىً
يومًا بعد يوم، يبرهن الجنوب أنّه لا يمكن أن ينسى شهداءه الذين ضحّوا بأغلى ما يملكون من أجل الدفاع عن الوطن وهويته ودحر الأعداء الذين يقفون له بالمرصاد.
أحد شهداء الجنوب هو سعيد القميشي الذي طالته يد الغدر الإخوانية عندما أطلقت عناصر هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية النيران عليه بعدما تمسّك بعلمه ورفض التخلي عنه.
لم تنسَ القيادة السياسية الجنوبية تضحيات أبناء شعبها، وتجلّى ذلك حول اطمئنان الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي أحمد حامد لملس، على أحوال أسرة الشهيد سعيد تاجرة القميشي، مشيدًا بالأدوار النضالية ومبادئ الشهيد التي لم يحد عنها طوال فترة حياته.
واستشهد سعيد تاجرة القميشي بدم بارد أثناء مشاركته في تظاهرة شعبية سلمية رافضة لبقاء مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية القادمة من مأرب والمحافظات الشمالية في محافظة شبوة.
وخلال اللقاء، أكد لملس أنَّ دماء الشهداء لن تضيع هدرًا، وأنَّ المجلس الانتقالي يضع نصب عينيه الهدف الأسمى الذي ضحى من أجله الشهداء بأرواحهم وأغلى مايملكون ألا وهو استعادة دولتهم كاملة السيادة وبناء دولة النظام والقانون.
من جانبه، ثمن شقيق الشهيد القميشي اهتمام المجلس بأسرة الشهيد وتفقد أحوالهم، مؤكدًا أنّ الجنوب هو أغلى من كل نفس ومال وأنه يستحق أن يُبذل في سبيله الغالي والنفيس.
وتولي القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا بالعناية بأسر الشهداء الذين يضحون بحياتهم دفاعًا عن الجنوب وأمنه واستقراره وحرصًا على هويته.
وكثيرةٌ هي المرات التي برهنت فيها القيادة الجنوبية على تقديرها الكامل لتضحيات أبنائها في رسائل تحمل الكثير من الدلالات، وأنّ هذه الجهود المقدرة ستكون وسامًا على صدر الجنوبيين في رحلتهم نحو استعادة الوطن وفك الارتباط.
وكان الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قدد استقبل قبل أيام، المناضل حسن علي سعيد، والد الشهيد وضاح البدوي.
وخلال اللقاء، أشاد الرئيس الزُبيدي بالمسيرة العطرة للشهيد وضاح، مؤكدًا أنّها مصدر فخر واعتزاز لشعب الجنوب كافة، مشدِّدًا على أن تضحيات الشهيد البدوي لن تذهب هدراً، وهي دين في أعناق الشرفاء والقادة الذين سيكملون طريق الشهداء لتحقيق ما استشهدوا في سبيله والمتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
من جهته، عبّر المناضل حسين علي سعيد عن سعادته البالغة بلقاء الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، مؤكدًا أنّه يشعر بالفخر والاعتزاز لما خلده نجله وضاح في سبيل وطنه الجنوب.
والشهيد وضاح حسن علي البدوي أحد أشهر شهداء الحراك الجنوبي السلمي الذي قضى معظم حياته وهو يرتدي علم دولة الجنوب قبل أن تنال منه رصاصة غادرة اخترقت عنقه سقط على إثرها صريعًا وبجانبه أيضًا شهيدان آخران.
وكان الرئيس الزُبيدي قد استقبل في نهاية ديسمبر الماضي، رؤساء الدوائر الطبية وبعض الأطباء المتعاملين مع الجرحى، حيث أشاد بجهود الطواقم الطبية لعلاج جرحى الحرب والمواطنين في العاصمة عدن.
وشدَّد الرئيس الزُبيدي على ضرورة مضاعفة تلك الجهود وإيلاء الجرحى والمصابين جراء الحرب وباقي المرضى أعلى مستويات الرعاية والاهتمام.
وعبّر الرئيس للحاضرين، عن حرص المجلس الانتقالي الجنوبي، على بذل مساعٍ كبيرة من خلال لجانه المختصة للتنسيق مع الجهات والمنظمات الداعمة لتوفير الاحتياجات الضرورية للقطاع الصحي.
وفي الشهر نفسه، وجّه الرئيس الزُبيدي بنقل الجريح سعيد أحمد باحمدان إلى الهند لتلقي العلاج على نفقة المجلس الانتقالي، وقد غادر باحمدان بالفعل لتلقي العلاج.
وسبق أن أجرى الزبيدي زيارةً للجريح باحمدان، ابن مديرية غيل باوزير، وذلك استجابة للنداء الذي وجهه أبناء محافظة حضرموت، وخلال الزيارة، اطمأن الرئيس القائد على صحة الجريح البطل باحمدان، وحثّ الأطباء المعالجين على إيلائه العناية الطبية اللازمة.
اهتمام القيادة الجنوبية بجنودها الأبطال تحمل الكثير من المعاني، لا سيّما فيما يتعلق بالتكالف بين أضلاع المثلث الجنوبي، وهي القيادة السياسية والقوات المسلحة والشعب، وهو تكاتف يمثل عنصر قوة كبيرة للجنوب وقضيته العادلة.
هذا التكاتف بين القيادة الجنوبية سياسيًّا وعسكريًّا مع الشعب يمكن القول إنّه حائط الصد الأول في دحر كافة المؤامرات، فقد برهنت الفترة الماضية أنّ الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض مع حكومة الشرعية.