نقصان مياه الشرب.. رصاص حوثي من الصنابير الفارغة

الخميس 30 يناير 2020 02:22:40
testus -US

على مدار سنوات الحرب العبثية استطاعت المليشيات الحوثية تكبيد السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها معاناة وأعباء إنسانية شديدة الفداحة والبشاعة.

ويُمثِّل فقدان المياه النظيفة أحد أبشع الأزمات التي تواجه السكان، الناجمة عن الحرب الحوثية العبثية، وقد أكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنَّ أكثر من 17 مليون شخص يفتقدون مياه الشرب النظيفة.

اللجنة قالت في بيان لها: "المياه النظيفة يجب ألا تصبح امتياز، ولسوء الحظ ، يتناقض هذا مع الواقع اليمني ، حيث يفتقر 17.8 مليون يمني إلى المياه الصالحة للشرب".

وأضاف البيان: "أصبحت مشاهد الأطفال الذين يحملون أوعية الماء والانتظار لملئها بالماء شائعة جدًا".

وكانت تقارير دولية قد كشفت في وقتٍ سابق، أن أزمات الوقود التي تفتعلها المليشيات الحوثية، تعرَّض ملايين السكان لخطر الإصابة بأمراض قاتلة، بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه.

واضطر 11 مليون شخص للاعتماد على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود في سبتمبر الماضي.

إجمالًا، تسبّبت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014 وتخلَّلتها الكثير من الانتهاكات، وأحدثت حالة إنسانية شديدة البؤس.


ووثّقت تقارير دولية حديثة الآثار الناجمة عن الحرب الحوثية، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في مطلع نوفمبر، نزوح أكثر من 360 ألف شخص من منازلهم في الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين؛ نتيجة تزايد القتال في مناطقهم.

وقالت المنظمة الأممية إنّها سجَّلت نزوح 364 ألفًا و323 شخصًا في الفترة المذكورة، مؤكّدةً ارتفاع النازحين منذ بداية الحرب إلى أكثر من 3,6 مليون شخص وهم بحاجة إلى الحماية الإنسانية والمساعدة.

وأكدت “الهجرة الدولية” أنّ الأشخاص النازحين الذين يعيشون بالفعل في ملاجئ مؤقتة هم من بين أكثر الناس تضرُّرًا، حيث يجدون أنفسهم مشردين للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.

وارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الانتهاك على مدار سنوات الحرب، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.

وقالت منظمتا هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين إنَّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.