ألغام الحوثي المميتة.. حدائق وسط المساكن
"أي وحشية تلك التي ملأت قلوب عناصر المليشيات الحوثية، تجعلهم يزرعون حقل ألغام في عمق المساكن".. الحديث عما اقترفته المليشيات الموالية لإيران عن جريمة شديدة البشاعة تعلّقت بزراعة الألغام في محافظة الحديدة.
فرق الهندسة التابعة للقوات المشتركة اكتشفت حقل ألغام زرعته المليشيات الحوثية داخل حي سكني في الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة.
وأفاد خبير في فريق الهندسة بأنّ الحقل يمتد على نحو 500 متر في حي المسنا القريب من مطاحن البحر الأحمر، موضحًا أنّ فريقًا هندسيًّا باشر تفكيك ونزع الحقل وسط ارتياح واسع من أهالي الحي.
وأضاف أنّ اكتشاف الحقل وتفكيكه ونزعه جاء ضمن الجهود الحثيثة والدؤوبة للقوت المشتركة لمسح المناطق المحررة وعلى رأسها القرى والأحياء السكنية الأكثر تضررًا كحي المسنا الذي قتل العشرات من أهاليه خلال الفترة الماضية معظمهم نساء وأطفال بألغام زرعتها المليشيات الحوثية داخل الحي وفي المزارع والطرقات العامة والفرعية قبل اندحارها من قبل القوات المشتركة.
ويعد هذا الحقل ثالث حقل ألغام من نوعه يتم اكتشافه وتفكيكه في ذات الحي، أكبرها يمتد على مساحة كيلو مترين.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وفي مطلع فبراير الجاري، كشفت منظمة "رايتس رادار" الهولندية عن مقتل 580 شخصًا، بينهم 104 أطفال و60 امرأة و416 رجلاً، في انفجار ألغام زرعتها مليشيا الحوثي الإيرانية.
وقالت المنظمة في تقرير تحت عنوان ( اليمن : حدائق الموت)، إنّ الصراع المسلح الذي يشهده اليمن منذ 2014 ولا يزال مستمرًا، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة في تاريخه الحديث.
وبحسب التقرير، تصدّرت محافظة تعز قائمة الضحايا، بعدد بلغ 160 قتيلاً، تليها محافظة الحديدة بعدد 114 قتيلاً، والبيضاء بعدد 94 قتيلاً.
ورصد التقرير تعرض 428 مدنيا لإعاقات جسدية، بينما بلغ عدد الجرحى العسكريين 173 شخصا، محملا مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن سقوط العدد الأكبر من ضحايا الإعاقة.
وطالبت المنظمة، مليشيا الحوثي الإرهابية بالتوقف عن زراعة الألغام بكافة أشكالها وأحجامها والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها.
ودعت الأمم المتحدة إلى استخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على المليشيا الإرهابية لوقف زراعة الألغام بكل أنواعها.