هل تكفي البيانات الدبلوماسية لإرغام الشرعية على تنفيذ اتفاق الرياض؟
شهدت الأيام الماضية جملة من المطالبات الدبلوماسية التي طالبت بتنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض بعد أن عطلت الشرعية الاتفاق طيلة الأشهر الماضية، غير أنه يبدو من الواضح أن تلك البيانات قد لا تكون كافية لإرغام الشرعية على تطبيقه لأنها لم تنطوي على ضغوطات مباشرة عليها وبالتالي فإنها قد تتهرب مجدداً من تنفيذه.
ويرى مراقبون أن الأمر بحاجة إلى تحركات فاعلة بعيداً عن البيانات والتصريحات التي تأخذ طابعاً دبلوماسياً ولا تنطوي على معرفة بطبيعة الأوضاع الحالية، بعد أن دفعت الشرعية بعناصرها الإرهابية إلى شبوة وأبين وحضرموت وترفض سحب تلك العناصر بحجج واهية لا تنطلي على أحد، وإنما تعمل لتنفيذ أجندة تركية قطرية لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.
وعلى مدار الأشهر الماضية لم تتوقف المطالبات الدولية بتنفيذ بنود الاتفاق غير أن ذلك لم ينعكس على أي خطوات فعلية على الأرض، ما أدى لتجميده في الوقت الذي طالب فيه العديد من السياسيين التحالف العربي بالضغط بشكل أكبر على الشرعية لدفعها نحو تطبيقه.
جددت السفارة الأمريكية باليمن، في بيان، اليوم الاثنين، موقف بلادها الداعم لتنفيذ اتفاق الرياض، مشيرة إلى أنها تدعم جهود المملكة العربية السعودية لتسهيل تنفيذ اتفاقية الرياض، وأضافت: "تدعو الولايات المتحدة أطراف الاتفاقية إلى تنفيذ الاتفاق دون تأخير لمصلحة الجميع".
فيما أكد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، أمس الأحد، أن بلاده تدعم بشكل كامل جهود المملكة العربية السعودية لضمان تنفيذ اتفاقية الرياض، ودعا كل الأطراف إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية لتحقيق السلام والاستقرار.
ونقلت صحف عربية عن مصدر دبلوماسي بريطاني، قوله إن بلاده تعمل مع السعودية بشكل وثيق على تجاوز العقبات التي تواجه الأزمة اليمنية، سواء عملية تطبيق اتفاق الرياض بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أو دعم جهود المبعوث الأممي للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف المصدر: "نريد المساعدة في تعزيز جهود السلام"، لافتا إلى "تأخر تنفيذ اتفاق الرياض"، مشيراَ إلى أن وزير الخارجية البريطاني بحث الأحداث خلال زيارته المملكة، التطورات في الجوف ومأرب ونهم، مؤكداً الحاجة لوقف القتال.
ومن جانبه استقبل اللواء سالم عبدالله السقطري، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، فادي المعوشي، المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيت، وشدد مساعد الأمين العام على أهمية دور الأمم المتحدة في دفع عملية السلام، مشيراً إلى حرص المجلس على إنجاح هذه المساعي.
ونبه إلى اصطدام جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لإرساء السلام في المناطق المحررة ومناطق الجنوب، بتعنت وتزمت أطراف لا تؤمن بفكرة القبول بالآخر وبحق الشراكة.
وأعرب عن تطلع المجلس لدور فاعل من التحالف العربي لممارسه ضغوطه لتنفيذ اتفاق الرياض، أو من خلال المبعوث الدولي للوقوف أمام الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه محافظات الجنوب.
واعتبر تدهور الظروف الخدمية والمعيشية في المناطق المحررة، وتأخر المرتبات، بالإضافة إلى تدهور الوضع الصحي، نتيجة متوقعة في ظل الانسداد السياسي وعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض.
وعبر عن أسفه لتهرب حكومة الشرعية من تعهداتها نحو اتفاق الرياض، مؤكدا أن هناك أطرافا متشددة في الشرعية لا ترغب في تطبيع الحياة في عدن.
بدوره، عبر مستشار المبعوث الأممي إلى اليمن، عن قلقه من بطء سير عملية تنفيذ اتفاق الرياض وانعكاساته السلبية على عملية السلام، مؤكدا حرص المبعوث الأممي الشديد على متابعة تطورات الوضع اليمني بما فيه الوضع في الجنوب.