ألغام الحوثي.. موتٌ لم تنجُ منه البحار

الثلاثاء 17 مارس 2020 19:13:08
testus -US

تواصل الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، تهديد حياة وأرواح المدنيين، في جريمة هي الأشد بشاعة على مدار سنوات الحرب العبثية.

ففي محافظة الحديدة، رصدت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، لغمًا بحريًّا زرعته مليشيا الحوثي، في شاطئ مديرية الحوك بمدينة الحديدة.

وفكّك الفريق التابع للقوات المشتركة، بحسب مصادر مطلعة، اللغم البحري فور اكتشافه، في منطقة المنظر الساحلية بعد أن جرفته أمواج البحر الى الشاطئ.

وأضافت المصادر أنَّ انفجار اللغم كان سيخلف عشرات الضحايا بين الصيادين، مؤكدة أن اللغم البحري كان موجها.

ونجحت وحدات الهندسة في القوات المشتركة، في نزع أعداد كبيرة من الألغام البحرية التي نشرتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على طول امتداد الساحل الغربي قبل دحرها.

المليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتىباب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.


الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.

وكانت تقارير حقوقية حديثة قد بيّنت أنّ نحو 4.5 مليون معاق في اليمن بسبب ألغام الحوثي.

وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان، بوقف التعاون مع المليشيات الحوثية في مجال نزع الألغام، ودعوة الجهات الدولية المانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على أبسط احتياجاتهم الأساسية.

وقالت عضو التحالف الدكتورة أروى الخطابي في كلمة أمام المجلس، إنّ تعداد ذوي الإعاقة في اليمن بلغ ما لا يقل عن 4.5 ملايين معاق، أي حوالي 15% من عدد السكان، وبسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية منذ خمس سنوات التي بلغت مليوني لغم فإن أعداد ذوي الإعاقة تتضاعف بسرعة، فضلًا عن دفع مليشيا الحوثي بالأطفال والمدنيين إلى جبهات القتال، وهذا يعد أكبر تهديد لحياة الملايين في السنوات المقبلة

وأضافت أنّ المليشيات الحوثية فتحت خلال الأسابيع الأخيرة جبهات جديدة للقتال في الضالع والجوف ومأرب بدلًا من جنوحها للسلام وتطبيق التزامات اتفاق السويد، والتقارير التي تصل من هناك أنهم كلما دخلوا قرية أو مديرية فخخوها بالألغام في مساء اليوم نفسه، مما يعني أن كارثة الألغام واحتمالية الموت والإعاقة في تزايد مستمر بسبب صمت العالم عن هذه الجريمة الحوثية، بل والتعاون معها بمنحهم أموالًا ومعدات لنزع الألغام، بينما يعاودون استخدامها في زراعة مزيد منها.

وتبذل المملكة العربية السعودية، ممثلة في مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام "مسام"، جهودًا ضخمة في سبيل انتزاع وتفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع.

وبلغ عدد الألغام التي أزالها المشروع السعودي منذ بدء عمله في العام قبل الماضي أكثر من نحو 150 ألفًا.