مؤامرة الشرعية.. سيطرة حوثية في الشمال واحتلال إخواني للجنوب
يومًا بعد يوم، تبرهن حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، أنّها تعمل على تشويه بوصلة الحرب على النحو الذي يُمثّل خدمة عسكرية شديدة الأهمية للمليشيات الحوثية.
صحيفة العرب الدولية تحدّثت اليوم الجمعة، عن تناقضات تحركات الشرعية، وعنونت قائلةً "الحوثيون يداهمون مأرب وإخوان الشرعية اليمنية يحشدون لاقتحام عدن".
وأرجعت الصحيفة سيطرة الحوثيين على نهم والجوف واقترابهم من مأرب، إلى ما وصفته بارتباك أداء الشرعية.
ولفتت إلى حالة التحشيد العسكرية المستمرة التي تقوم بها الشرعية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي في محافظتي أبين وشبوة، في ظل تقارير إخبارية عن تطويق المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، لمأرب من عدة جهات.
ونقلت عن مصادر دبلوماسية، قولها إن الصور التي بثها الحوثيون من الجوف وتظهر حجم الأسلحة والعتاد العسكري والذخائر التي سيطروا عليها، تسببت في حالة صدمة لدى قيادة التحالف العربي".
حكومة الشرعية فضح أمرها على صعيدٍ واسع، وأصبح واضحًا للعيان أنّها تعمل على معاداة الجنوب وتستهدف احتلال أراضيه، مقابل تقديم تسهيلات ميدانية واسعة للمليشيات الحوثية، في محاولة لترسيخ "حكم الواقع"، بأنّ يحكم الحوثيون الشمال بينما يحتل الإخوان الجنوب.
الشرعية جاهرت بهذا العداء للتحالف العربي، وانخرطت في تنفيذ أجندة قطرية تركية تعادي التحالف بشكل واضح وصريح، قامت في المقام الأول على تمكين وتقوية النفوذ الإخواني على مختلف الأصعدة.
ويمكن القول إنّ حكومة الشرعية واصلت الانبطاح أمام الحوثيين، وذلك من خلال تسليم المليشيات مواقع وجبهات استراتيجية، كبَّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وتمثّلت أحدث الخيانات الإخوانية على الجبهات في تسليم معسكر يافل في محافظة مأرب لسيطرة المليشيات الحوثية، ضمن مؤامرة عدائية تستهدف الجنوب والتحالف العربي على حدٍ سواء.
في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية تقف حجر عثرة أمام الحل السياسي المتمثل في اتفاق الرياض، بسبب الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية لبنود الاتفاق الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي، بغية ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
عداء الشرعية للتحالف تجلّى أيضًا في اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، حيث تلوّح قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
ويرصد متابعون ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
ويمكن القول إنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
وضمن المؤامرة التي تعادي التحالف، تواجد ضباط استخبارات أتراك في محافظتي مأرب وشبوة، في إطار بحث أنقرة عن نفوذ في المنطقة عبر التمركز في الصومال وإثارة قلاقل في سقطرى.
وهناك العديد من المؤشرات على رغبة تركيا في استخدام الأزمة في اليمن لابتزاز دول التحالف العربي، ولعب دور مشابه لما تقوم به في سوريا وليبيا عبر الجماعات الإرهابية مثل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
وحالة الارتباك في صفوف حكومة الشرعية، في إدارة الملف العسكري إحدى نتائج الدور التركي المتصاعد، والتأثير السلبي لأنقرة على تيار الإخوان في حكومة الشرعية.
يُشير كل ذلك إلى أنَّ حكومة الشرعية تعمل ضد التحالف العربي منذ الوهلة الأولى، لا سيّما أنّها تملك علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية وهو ما يطعن التحالف بخنجر الخيانة.