شلة الأنس في الشرعية.. فاسدون يضاعفون المأساة
في الوقت الذي تتحمّل فيه المليشيات الحوثية جانبًا رئيسيًّا في تضاعف الأزمة الإنسانية على صعيد واسع، فإنّ حكومة الشرعية تتقاسم مع مسؤولية صناعة هذه المأساة المروعة.
وفيما ساد العبث على مُجمَل الأمور في معسكر الشرعية، فإنّ الفساد الذي ارتكبه أغلب قادة هذا المعسكر يُنظر إليه بأنّه أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم المأساة.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، سيطر "الفساد" على حكومة الشرعية، وهي تحت اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، حتى كون قادة هذا المعسكر ثروات مالية طائلة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من مآسي إنسانية شديدة البشاعة.
وعند الحديث عن فساد حكومة الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك، فيما جاء الدور حاليًّا على محاولة إتلاف المستندات التي تفضح فسادهم.
وعلى خطا الأحمر، سار الكثير من قادة نظام الشرعية، لا سيّما الموالون لحزب الإصلاح الإخواني، أولئك الذين استغلوا حالة الحرب من أجل مواصلة هذا الفساد الموثّق بعديد الاتهامات والأدلة دون أن يكون لذلك الفساد رقيبًا أو حسيبًا.
وكانت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، والمتورطة في العديد من جرائم الفساد، تلقّت 27 مليون دولار من منظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
المحلل السياسي الدكتور حسين لقور لمّح إلى أنّ هذه الأموال انضمت إلى المليارات التي ملأت خزينة حكومة الشرعية انضمت إلى أموال الفساد الضخمة.
لقور قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تلقت حكومة الشرعية مبلغ ٢٧ مليون دولار من منظمة الصحة العالمية لمواجهة وباء كورونا. هل لمس أي مواطن حتى مجرد قرار رسمي أو إجراء فعلي على الأرض لهذه الحكومة للاستفادة من هذه المعونة في مواجهة وباء كورونا؟".
وكانت معلومات سابقة قد كشفت عن عدة مليارات تمّ سحبها من قِبل حكومة الشرعية بحجة أنّه سيتم إنفاقها على مكافحة فيروس كورونا، إلا أنّ قادة الشرعية تسابقت لنهب هذه الأموال لإضافتها إلى خزائنهم، في متاجرة رخيصة بمخاوف وآلام الناس.
الشاعر عبدالله الجعيدي ربط بين هذه الحالة الضخمة من الفساد ومعايير اختيار المسؤولين في الشرعية.
الجعيدي قال في تغريدة له على "تويتر": "كن صديقاً لأحد أفراد الحاشية أو شلة أنس وفساد شرعية المنفى وستكون، وزيرا أو نائبا لوزير أو وكيل وزارة أو سفيرا أو ملحقا أو مستشارا أو عضوا في الاستشاري".
وأضاف:"حتى ولو لم تعرف تنطق أو تكتب جملة مفيدة وستتفتح لك أبواب الرزق الحرام وسيستقبلك المنافقين بالأحضان وستنزل في أفخم الفنادق ولذلك طالت الحرب وستطول".
وبسبب جرائم الحوثي وعبث الشرعية، يعيش اليمن مأساة إنسانية هي الأشد فداحة على مستوى العالم، توثّقها التقارير الدولية على صعيد واسع.