مدنيون في جحيم الحوثي.. موتٌ لا ينتهي
تحت شعار ترهيب المدنيين، حملت الأشهر الماضية توسعًا ملحوظًا من قِبل المليشيات الحوثية الإرهابية في الجرائم التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر.
تقرير حقوقي حديث وثٌق قيام المليشيات الحوثية بقتل أكثر من 500 مدني بين ديسمبر ونهاية فبراير الماضي، حيث شهد الشهران الأولان من عام 2020 أكبر عدد من الضحايا المدنيين.
التقرير الذي أصدره المجلس النرويجي للاجئين، كشف أنّ قرابة 40 ألف شخص في مأرب والجوف نزحوا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نزح، ما جعلهم عرضة للتزاحم والأوبئة.
وأشار التقرير إلى أن المدنيين الذين شردتهم الميليشيا يفتقرون إلى الوصول الكافي إلى المياه والصرف الصحي، والرعاية الصحية أو القدرة على "العزل الذاتي"، مما يعرضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
وبحسب التقرير، فإنّ تصعيد ميليشيا الحوثي لهجماتها العدوانية، منذ مطلع العام الجاري، أعاد المدنيين إلى خط النار، وعمّق بؤرة الصراع على صعيد واسع.
وتوثٌق تقارير حقوقية عن تسبّبت الحوثيين في وفاة حوالي 233 ألف شخص على مدار سنوات الحرب العبثية، بما في ذلك 130 ألف شخص قتلوا نتيجة نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية التي دمرتها وأوقفتها الميليشيا.
وقال مشروع بيانات الموقع وحدث النزاع المسلح "ACLED" إنّ عدد القتلى يشمل أكثر من 12 ألف مدني قتلوا في هجمات استهدفتهم مباشرة.
وأضاف أنّ ما يقرب من 20 ألف شخص قتلوا العام الماضي، مما جعل 2019 بالفعل ثاني أكثر الأعوام دموية على الإطلاق بعد 2018، مع 30 ألفًا و800 قتيل.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.