بوصلة الشرعية الخبيثة.. تحركات إخوانية مريبة تنذر باجتياح عدن
يومًا بعد يوم، يُفتضح أمر المؤامرة الخبيثة التي يكيلها قوى الشر ضد الجنوب، سعيًا منهم للعمل على زعزعة الاستقرار في الجنوب، لا سيّما العاصمة عدن.
تُشير كل التطورات العسكرية إلى استعار المؤامرة التي تنفذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، من أجل اجتياح الجنوب وعاصمته عدن.
المؤامرة الإخوانية تضمّنت تنسيقًا كاملًا مع المليشيات الحوثية، برعاية قطرية؛ وذلك بهدف احتلال الجنوب عبر اجتياح العاصمة عدن، بعدما تحوّلت محافظة تعز إلى منصة لاستهداف الجنوب.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، قد حذّر من محاولات إعادة إنتاج قوى عسكرية بغلاف مبهم لا ترى من الجنوب إلا تابع فقط.
وقال قيادة المجلس في بيان: "نتابع التحشيد المتواصل لتلك المليشيات الإرهابية التي خذلت التحالف العربي وتحاول إفشال اتفاق الرياض عندما سلمت كل عتادها العسكري ومواقعها في الجوف ونهم ومأرب للحوثي".
وأضاف البيان: "تتجمع في شبوة وشقرة وتخطط لاجتياح عدن لضرب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الحليف الأمين والوفي للتحالف العربي"، ودعا القوى العسكرية والأمنية والسياسية والقبلية في المديرية والجنوب عامة إلى رفع اليقظة الأمنية، والعمل على حماية مناطق تواجدها في كل شبر من الوطن.
وطالب المجلس الانتقالي الجنوبي في المديرية أبناء القبائل والسياسيين والمثقفين والقيادات العسكرية إلى نبذ التباينات والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة المديرية وحمايتها.
من جانبه، حذّر الإعلامي صلاح بن لغبر من مخطط إخواني يهدف لتسليم المواقع الهامة والاستراتيجية في العاصمة عدن إلى مليشيا الإخوان.
وكتب بن لغبر عبر تغريدة له على "تويتر": "ليس المطار والميناء فقط، بل كل المواقع الحساسة، في عدن يراد إفراغها من القوات الجنوبية وتسليمها للإخوان، وقوات شمالية".
وأضاف:"تركيز المخطط الآن على جزيرة العمال، وسيفتعلون مشكلات ربما تصل إلى استهداف عسكري أو تفجيرات فيها".
يتفق مع ذلك العراقيل المتواصلة من المليشيات الإخوانية التي تستهدف اتفاق الرياض، من خلال عديد الخروقات المسلحة والقيام بالتحشيد العسكري في منطقة شقرة شرقي العاصمة عدن استعدادًا لمهاجمتها.
وفيما أكّدت مصادر ميدانية، في نهاية مارس الماضي، وصول تعزيزات عسكرية جديدة للشرعية إلى المنطقة، وقالت إنّ التصعيد بلغ مستوى متقدمًا، فتمّ الكشف عن أنّ خطة المليشيات الإخوانية لإعادة اجتياح عدن تعتمد على مهاجمة المدينة من الشرق حيث تحتشد مليشيا الإخوان القادمة من مأرب، إضافة إلى الهجوم على محافظة لحج شمال عدن في توقيت متزامن.
وهناك اتفاق غير معلن بين الحوثيين والإخوان في تعز برعاية قطرية، يفسر عدم مهاجمة الحوثيين للمحافظة التي تعد وفقًا لخبراء عسكريين هدفًا سهلًا للحوثيين مقارنة بالجوف ومأرب.
المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب أصبحت أكثر وضوحًا مع الاستهداف المتواصل لاتفاق الرياض، الذي تمّ توقيعه في الخامس من نوفمبر الماضي.
على الرغم من تأكيد مختلف الأطراف الإقليمية والدولية على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض وضرورته القصوى في ضبط بوصلة الحرب التي شوّهتها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، إلا أنّ "الأخيرة" ارتكبت كثيرًا من الخروقات من أجل إفشال هذا المسار.
وفيما اضطرت "الشرعية" للتوقيع على اتفاق الرياض حتى تتفادى "الإحراج" أمام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ولا تبدو على أنّها المعرقل لضبط العملية السياسية وتهيئة الأجواء لحسم المعركة على الحوثيين، إلا أنّ حكومة الشرعية انقلبت على هذا المسار، تنفيذًا لما كان متوقعًا بكونها لن تقبل بهذا الاتفاق، بل تواصل العمل ليل نهار على استهداف الجنوب.