ارتماء الشرعية في أحضان تركيا وإيران يعجل بهزيمتها
رأي المشهد العربي
انتظرت الشرعية موقفاً دولياً مساند لها في أعقاب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب غير أنها لم تجد شيئاً مما كانت تتوقعه، بل أن جميع ردود الفعل الدولية صبت في اتجاه الضغط عليها لتنفيذ اتفاق الرياض، ووجدت نفسها محشورة ما بين تطبيق الاتفاق أو التعجيل بهزيمتها بعد أن اضحت منبوذة دولياً.
ارتماء الشرعية في أحضان تركيا وإيران أفقدها التأييد الدولي الذي كانت تعول عليه، في ظل رفض دولي لممارسات الدولتين في بؤر إقليمية عدة، وأظهرت المواقف والتطورات الدولية الأخيرة أن مليشيات الإخوان الإرهابية المهيمنة على الشرعية اختارت الوقوف في صف قوى لا تحظى بإجماع دولي، وهو ما سيكون له تأثيراته المباشرة على قدرتها في تسيير الأمور في اليمن، بل أنه يمكن القول بأن الأمور خرجت عن سيطرتها.
تلقت الشرعية هزيمة جديدة أمام المجلس الانتقالي وهي هزيمة سياسية هذه المرة لأن المجلس لا يستهدف تعقيد الأزمة لكنه يبحث عن حلول لها، ويرى أن اتفاق الرياض يشكل ركيزة أساسية ضمن هذه الحلول، وبالتالي فإن مواقف التحالف العربي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع القوى الإقليمية الكبرى صبت في صالحه، وبرهنت ردود أفعال قياداته على هذه المواقف بأنه جاد في البحث عن الحلول السياسية بعيداً عن رغبة مليشيات الإخوان التي تبحث عن الفوضى في الجنوب.
التفت المجتمع الدولي والتحالف العربي، بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي قرار فرض حالة الطوارئ وإدارة الجنوب ذاتيا، إلى ضرورة تطبيق اتفاق الرياض.
وفضحت تحركات المجلس التاريخية مناورات الشرعية ومماطلتها طيلة الأشهر الماضية لمنع تطبيقه، وقد يتسبب تماديها في الوقوف بصف تركيا وإيران في خسارتها مزيد من الأوراق لأنها قد تلجأ بشكل مباشر إلى الاستعانة بتركيا لإنقاذ موقفها، وفي حال أقدمت على ذلك فإنها ستكون قد انتقلت إلى محور الشر بشكل رسمي.
لن يرحب المجتمع الدولي بوجود تحالفات مباشرة بين الشرعية وتركيا وإيران، وإنما ستكون الشرعية قد خسرت كثيراً من الدعم الدولي الذي تتلقاه في ملفات عديدة، بل أنه قد يفتح عليها باب العقوبات أسوة بالعقوبات المفروضة على الدولتين، ما قد يدفعها إلى تقديم تنازلات شكلية في الوقت الحالي يضمن عدم خسارتها المجتمع الدولي وأيضاً عدم قطع صلتها بالبلدين.
بالتأكيد بعد التحركات الدولية الأخيرة سوف يتعطل مخطط تركيا وإيران في الجنوب انتظاراً لانحناء العاصفة، لكن الأكيد أيضاً أن الجنوب لن يسمح بهذه المخططات أن تنفذ على أرض الواقع بعد أن ارتفع صوت القضية الجنوبية عالياً، وبعد أن أضحى هناك مشروعية لقرارات الجنوب التي فرضت نفسها على الجميع.