ثور وشاصين وثلاثة بنادق
عبدالقادر القاضي
اصبح من الواضح جداً ان حزب الإصلاح الاخونجي قد تخلى عن كل الشمال للحوثيين وهذا لم يعد سراً او مجرد شكوك بل بات واقعاً يتجسد كل يوم على الأرض،، ولم تعد مسألة تحرير واستعادة صنعاء هي قضيتهم ،، ولم تعد اصلا في اجندتهم .
هم الان فقط يريدون استغلال ما تبقى من غطاء الشرعية المهترىء وماتبقى من شعارات وطنية زائفة كاذبة ليتوجهوا بها جنوباً ،، بعكس الاتجاه الحقيقي المفترض أن تكون عليه معركة تحرير الشمال ،، لأنهم باختصار يريدون كحزب اعادة احتلال الجنوب ارضاً وانساناً ليعيدوا إنتاج انفسهم بعد أن أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الاندثار السياسي ،،
فيكون حاصل مالدينا في الاخير هو شمال حوثي بقيادة زيدية حوثية وجنوب اخونجي بقيادة زيدية إصلاحية ،، كون ان نسبة 95% من قيادات الصف الأول لحزب الأصلاح ينتمون اصلاً إلى الزيدية السياسية ، كما انه بالأساس حزب انشىء على يد أحد كبار شيوخ الزيدية فقد كان المقبور عبدالله بن حسين الأحمر هو رئيس ذلك الحزب ،، وعبدالله بن حسين الاحمر بطبيعة الحال لا ينتمي لقبائل الخمير الحمر بل هو أحد كبار أقطاب الزيدية السياسية في شمال اليمن .
هكذا هو فكر العقلية الجمعية للزيدية السياسية وهكذا يفكر أباطرتها ،، حتى وان خيل لك انهم يختلفون في الظاهر ،، لكن كن على ثقة بأن حلمهم بتوسيع رقعة حكم كرسي الزيدية السياسية هو همهم الاول والاخير ،، وبالتالي فان بأمكانهم ان ياجلوا اي خلافات بينهم في سبيل العمل على بقاء وديمومة وتوسع حكم وسلطة كرسي الزيدية حتى وان اختلفت الأدوات والمسميات وتبادلوا الأدوار فيما بينهم ليحققوا ذلك الأمر ،
وحينما تنضج فكرتهم ويتحقق مرادهم وتكتمل حلقة سيطرتهم الزيدية السياسية شمالا وجنوباً فأن خلافاتهم التي يظهرونها لكم ستحل بذبح ثور وتقديم شاصين عليهم أربعة بنادق للتحكيم ،، ويتم بعدها اعلان الصلح ،،
فزيديتهم السياسية والانتماء إليها بالنسبة لهم تعتبر اقوى من اي خلاف او اختلاف قد يظهروه لكم او قد تعتقدون انه موجود اصلاً ،،
ولو كانت خطتهم في الاتجاه جنوبا بحربهم الان هي عكس مانقوله ،، لكان يفترض ان ترأهم اليوم يقاتلون على تخوم صنعاء واسوارها ، وليس على تخوم شقرة وزنجبار ينتحرون لأجل ان يجعلوا من عدن وطنهم البديل ،،
هكذا هم يفكرون،،،
وهكذا نحن يجب أن نفهم كيف يفكرون .