الانهيار الصحي في اليمن.. أجسادٌ أنهكتها الحرب الحوثية

السبت 13 يونيو 2020 21:01:00
testus -US

منذ أن أشعل الحوثيون حربهم العبثية في صيف 2014، غرست المليشيات بيئة صحية شديدة التردي، ما كبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.

ففي تنبيه دولي جديد، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من تفاقم الأوضاع في اليمن بعد أن وصل نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار.

وأعربت عن قلقها من فقدان عدد لا يحصى من الأرواح ليس فقط بسبب فيروس كورونا المستجد، بل أيضا الملاريا والكوليرا وحمى الضنك وأمراض أخرى.

وطالبت المفوضية، المانحين الدوليين بتقديم الإغاثة الفورية لمساعدة الملايين الذين يعانون من تردي الوضع الصحي، مشيرةً إلى تجاوز معدل وفيات فيروس كورونا في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية أكثر من 20%.

وجدد المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة من أن اليمن الآن في سباق مع الزمن، حيث يحتاج أربعة من كل خمسة يمنيين للمساعدات المنقذة للحياة، أي ٢٤ مليون شخص.

ويعاني القطاع الصحي في اليمن من آثار مرعبة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا شديد البشاعة.

وتعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.

وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.

في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.

ويشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي، وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.

ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.

ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.

ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.