صواريخ إيران تغطي على أطماع تركيا بالجنوب 

الاثنين 13 يوليو 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

ضاعفت المليشيات الحوثية الإرهابية من عمليات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية، في خطوة لا يمكن فصلها عن التطورات الحاصلة في الجنوب بالوقت الحالي، إذ تجري محاولات لفرض نفوذ تركي في المحافظات الغنية بالنفط للسيطرة على ثروات الجنوب، فيما تقف القوات المسلحة الجنوبية إلى جانب التحالف العربي لتلك المحاولات بالمرصاد.

أطلقت المليشيات الحوثية، اليوم الاثنين، صاروخين وست طائرات مسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية استهدفت الأعيان المدنية والمدنيين، في خطوة تبرهن على أن محور الشر "القطري الإيراني التركي" اتخذ قرارًا بالتصعيد ضد المملكة التي تسعى لململة أوراق أطراف الشرعية في مواجهة المليشيات الحوثية، وهو أمر تحاول إيران إفشاله بكافة السبل كما تحاول أنقرة إفشاله أيضًا بكل ما تمتلك من أدوات.

يحاول محور الشر إشعال الأوضاع على مختلف الجبهات في آن واحد بما يؤدي لإرباك التحالف العربي وإفشال محاولاته التي لم تتوقف منذ انطلاق عاصفة الحزم لإنهاء العدوان الحوثي، وتطهير اليمن من عملاء إيران الذين شردوا الملايين وقتلوا مئات الآلاف من الأبرياء.

من الواضح أن إيران أدركت أنها بحاجة لتعزيز مصالحها في اليمن فلجأت إلى التقارب بشكل أكبر إلى تركيا وقطر من أجل تقوية مليشياتها، ولعل ذلك ما ترتب عليه تسليم الشرعية الجزء الأكبر من جبهات الشمال إلى المليشيات الحوثية الإرهابية.

خرج التحالف القطري الإيراني التركي إلى العلن، بعد انفضاح أمر الدوحة أمام دول التحالف العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، وتمدد التنسيق الإقليمي بين مليشيا الحوثي الإرهابية، وحزب الإصلاح ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي باليمن.

جميع المؤشرات والوقائع التي جرت العام الماضي برهنت على أن التصعيد الإيراني ضد المملكة العربية السعودية لا ينفصل عن محاولات إيجاد موطئ قدم لتركيا في الجنوب، ودائمًا ما اقترنت محاولات تصعيد مليشيا الحوثي بأخرى تقودها مليشيات الإصلاح الموالية لتركيا ضد الجنوب الذي أثبت أنه طرفًا حليفًا للتحالف في مواجهة التكتل الإيراني التركي القطري.

محاولات إسقاط العاصمة عدن بيد العناصر الإرهابية المحسوبة على الشرعية خلال شهر أغسطس من العام الماضي جاءت عبر قصف المليشيات الحوثية لمعسكر الجلاء في منطقة البريقة، غير أن القوات المسلحة الجنوبية تنبهت سريعًا للأمر وقامت بطرد هذه العناصر من عدن، وهو أمر تكرر العام الحالي، حيث أن مواجهات أبين التي افتعلتها الشرعية جاءت بالتوازي معها تصعيدًا حوثيًا في جبهة الضالع.

ولا ينفصل إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه المملكة العربية السعودية في عن محاولة أنقرة إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب العربي، فكلاهما يبحثان عن مكاسب استراتيجية.