اليوسفي: عصابات الشمال تعادي وتنهب الجنوب.. وهذه نصيحتي لشعبه (حوار)
تعرّضت لتهديدات من عملاء تركيا وقطر ضمن إرهاب فكري
الجنوب منحاز مع العرب بكل مواقفه، ويقف في الخندق السليم
أوفياء وأبطال الجنوب حقّقوا إنجازات حقيقية في مواجهة الحوثي
خيانات إخوان الشرعية تفرض علينا ضرورة الاحتشاد مع الجنوب
الشرعية تتآكل يومًا بعد يوم بسبب كوارث الإخوان
الإخوان وقطر وتركيا يستهدفون اتفاق الرياض من أجل إفشال التحالف
على الجنوبيين عدم الضغط على الانتقالي حتى لا تتأثر عدالة القضية
الجنوب تعرَّض للظلم ونهب الثروات من عصابات الشمال
قال المحلل السياسي والإعلامي عبد الملك اليوسفي إنّ قضية الجنوب العادلة تستوجب الاحتشاد إلى جانبه، مؤكّدًا أنّ الجنوب يقف في خندق واحد ضمن المشروع القومي العربي.
وأضاف في حوارٍ لـ"المشهد العربي"، أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي حقّق إنجازات فريدة طوال الفترة الماضية لصالح القضية الجنوبية، مشدّدًا على أنّ إشراك المجلس الانتقالي والتركيز أن يكون المجلس الانتقالي شريكًا للمشروع العربي في مواجهة المشروع الفارسي والتركي يجب أن تكون له أولوية.
وأوضح أنّ الشرعية تتآكل يومًا بعد يوم بسبب كوارث الإخوان، مؤكّدًا أنّ هذه الحكومة هي أكثر المتضررين من الهيمنة الإخوانية، وأشار إلى أنّ الإخوان وقطر وتركيا يستهدفون اتفاق الرياض من أجل إفشال التحالف.
إلى نص الحوار:
- كيف تنظرون إلى قضية الجنوب العادلة؟
أؤمن أنّ هنالك قضية عروبة، وهناك صراع بين العرب والفرس والأتراك.. الجنوب منحاز مع العرب بكل مواقفه وبالتالي في الخندق السليم ويجب أن نقف معه.
الإنجاز الحقيقي الذي حقّقه أبطال الجنوب في معارك التخلص من النفوذ الإيراني كانوا رجالًا أوفياء، حرّروا الجنوب كاملًا ولهم إنجازات كبيرة في الساحل الغربي، وتحرير المناطق الأكبر في صعدة بل والأصعب كان من خلال أبطال الجنوب، وهناك جبهات مفتوحة مع المليشيات الحوثية يقوم بها أبطال الجنوب في مكيراس والحشا والفاخر وغيرها.
في ظل الخيانات التي يقوم أطراف تنسب نفسها للشرعية وهي تعمل لصالح المشروع القطري التركي الذي يعتبر العدو الثاني للجنوبيين بعد العدو الإيراني تضعنا في ضرورة الاحتشاد مع الجنوبيين.
ومن ثمّ تأتي عدالة القضية الجنوبية ما تعرّضوا له من ضيق وظلم ونهب للثروات وإقصاء وتهميش، وحتى من كان يؤتى بهم من الجنوب لتولي مناصب لكن القرارات النهائية تملكها نفس عصابات الفساد التي توالت منذ عام 1994.
الوقوف مع الجنوبيين أمر يعبر عن عدالة القضية، ويجب على الفرد أن ينحاز لضميره بعيدًا عن الاصطفاف المناطقي وبعيدًا عن التعصبات.. هذه كلها معطيات تقود إلى ضرورة الوقوف مع الجنوب والتلاحم معهم سواء من خلال أن تكون هناك شراكة حقيقية أو حسن الجوار، أما من ينفثون النار في الرماد فهم يسعون إلى إشعال نار الفتنة بين الشمال والجنوب فهم لديهم أجندات خارجية لتوظيف هذه القضية من أجل زراعة مزيد الأحقاد وتحقيق غايات سياسية.
- برأيكم، إلى أينّ يمكن أن تصل الشرعية وهي رهن الهيمنة الإخوانية؟
الشرعية هي أكبر المتضررين من الهيمنة الإخوانية.. جماعة الإخوان معروف تقترب من هادي من هنا وتطعنه من هنا، عندما اجتاح الحوثيون صنعاء، أوهم حزب الإصلاح هادي بأنّهم سيقفون إلى جانبه، وأنّ لديهم 70 ألف مقاتل منتشرون في صنعاء لكن في يوم واحد صرّح محمد اليدومي بأنّهم لن ينجروا إلى الصراع، واعتبروا ذلك نصرًا سياسيًّا وهو يبيعون عبد ربه منصور هادي.
الإخوان يستخدمون الشرعية ثم يغدرون بها، وأعتقد أنّ الموقف المتصاعد يضعف موقف هادي.. لم يحصل رئيس عربي في التاريخ الحديث من الدعم على ما حصل عليه منصور هادي منذ بداية الحرب، كان لديه دعم دولي غير مسبوق، لأول مرة جاء مجلس الأمن ليجتمع في اليمن من أجل دعم هادي.
هذه الشرعية تتآكل يومًا بعد يوم بسبب الكوارث التي يقوم بها الإخوان، والتوظيف السيء لأدوات الدولة من أجل تحقيق أجنداتهم، بل من أجل تحقيق مؤامراتهم ضد التحالف العربي.
- لماذا برأيكم تتعمّد المليشيات الإخوانية إفشال اتفاق الرياض؟
محاولات الإخوان وأدوات تركيا وقطر لإفشال اتفاق الرياض هذه مسألة استراتيجية وليست تكتيكية.. هذا الأمر يقوم على استراتيجية إفشال التحالف العربي التي بدأت مبكرًا.. حذرت كثيرًا من مؤامرة وحرب مركّبة لإفشال معركة التحالف العربي، وفي الماضي كان الأمر بمثابة تسريبات لا يراها العامة لكن أصبح الآن اللعب على المكشوف.
الإخوان ارتهنوا للمشروع التركي من أجل إفشال التحالف، والتنظيم الدولي للإخوان لديه تصفية حسابات مع السعودية والإمارات ومصر، وهم العمود الرئيسي للتحالف العربي، وبالتالي فإنّ التحالف عدو في نظر الإخوان ومهما حاولوا إظهار أنّهم مع التحالف لتحقيق مكاسب معينة فهذا من أجل الاختلاق.. هم يتواجدون في الرياض وهذا يعطيهم إمكانية أكبر لإفشال التحالف أكثر لو كانوا في صف الحوثي جهارًا نهارًا.
- حكومة الشرعية فُضِح أمر علاقاتها مع قطر وتركيا، كيف تنظرون إلى ذلك؟
لا نريد أن نمنح عملاء قطر وتركيا صفة شرعية، ومهما كانت الملاحظات على أداء منصور هادي ومهما كان الفساد الذي يقوم به أولاد هادي، وشبكات الفساد في مكتب هادي الذي يديره عبد الله العليمي وهم كثر، إلا أنّه لابد أن يكون هناك فكر سياسي واضح لقراءة الأحداث.
الهيمنة الإخوانية على الحكومة والنفوذ القطري والتركي المتداخل تقود إلى أنّه يجب علينا أن نعيد النظر فيما يدور.. لا نريد أن نمنح شرعية لأولئك الفاسدين والخونة الذين يتآمرون من قطر وتركيا من داخل الحكومة.
- هل يمكن أن نرسم إطارًا لاستعادة دولة الجنوب.. نقصد الخطوات الواجب تنفيذها على الأرض من قِبل القيادة السياسية؟
استعادة الدولة جنوب هدف معلن للمجلس الانتقالي وللشعب الجنوبي بشكل عام، لكن هناك معطيات إقليمية معينة وإطار إقليمي أن يؤخذ في الحسبان.
يجب ألا يستعجل الشارع الجنوبي بالضغط على قيادة المجلس الانتقالي من أجل خطوات قد تؤدي إلى التأثير على عدالة القضية الجنوبية.. لابد على الشارع الجنوبي أن يتحلى بنضج سياسي وألا يضغط على قيادته في ظل التعقيدات الدولية مثل الاعتراف الدولي والوضع القانوني والتحالفات الإقليمية.
الجنوب يقف مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وهي استراتيجية غير قابلة للقسمة على اثنين، وبالتالي لابد أن تؤخذ كل هذه الأمور في الحسبان، وألا يُستعجل الوضع.. إما أن تكون هناك دولة قائمة والجنوب شريك فاعل يُمكّن من السلطة والثروة يكون هناك مجال لاستمرار دولة اتحادية يكون الجنوب فيها لاعب متمكن من ثرواته، أو يكون قد أعطي الإطار القانوني للوصول إلى استعادة الدولة والعودة إلى الهياكل القانونية التي تُمكن الجنوب من استعاد دولته حال وصول قناعة بأنّ عصابات الفساد مستمرة في الشمال.
الحوثي فصل اليمن فعليًّا الآن .. إذا على أي وحدة يتحدثون.. أنصح الجنوبيين بعدم الضغط على القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي فيما يتعلق بالاستعجال في خطوات من طرف واحد قد تؤثر على عدالة القضية الجنوبية وعلى العلاقات الاستراتيجية مع الشركاء الإقليميين.
- كيف تُقيّمون جهود المجلس الانتقالي فيما يصبو إليه الجنوبيون؟
بعد تفويض المجلس الانتقالي، تحوّلت القضية الجنوبية من ثورة شعبية وعمل ثوري إلى عمل مؤسسي.. هناك واقع موجود على الأرض وتعاطي دولي.. مسألة أن مسؤولًا جنوبيًّا يلتقي دبلوماسيًّا غربيًّا تعتبر إنجازًا كبيرًا.. العالم كله الآن يتوافد على مقر إقامة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي.
التعاطي مع المجلس الانتقالي كممثل للجنوب، واتفاق الرياض في حد ذاته كان خطوة جبارة في إعطاء المشروعية للمجلس الانتقالي.. هذه كلها أمور لا تُستعجل، وأعتقد أنّ إشراك المجلس الانتقالي والتركيز أن يكون المجلس الانتقالي شريكًا للمشروع العربي في مواجهة المشروع الفارسي والتركي يجب أن تكون أولوية، لأنّ هذه هي التي تضع الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي كرقم صعب، أما التعجُّل في قضايا ربما تتصادم مع أولويات الأمن القومي العربي ربما يكون ضررها أكثر من نفعها.
- كيف تنظرون إلى رسائل التهديد التي وصلتكم؟
رسالة التهديد التي وصلت هي جزء من عمل ممنهج لإخراس الأصوات المناوئة لعملاء تركيا وقطر، وهي ليست جديدة، ومنها ما ورد على العلن مثل تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي وهي غير ذات أهمية، لكن الرسائل والاتصالات الخاصة جاءت كثيرًا، وأحتفظ بها لتقديمها حال التعرُّض لأي مكروه، وهي موثقة.
هناك أحداث أكثر أهمية من مسألة التهديد، وجاءتني هذه الرسائل لأني تحدّثت عن الإرهاب الفكري الذي يفوق أمر تهديد شخص.. هناك كثيرٌ من الشهداء الذين سقطوا من جرّاء هذا الإرهاب وآخرهم الشهيد نبيل القعيطي، ومن قبله ومن بعده كل هؤلاء يعكسون ظاهرة الإرهاب الذي تمارسه أطراف مأجورة تعمل لصالح مشروعات معادية وتحاول إخراس كل صوت يقف في طريقها.
الحديث جاء من أجل إحياء هذه القضية، وهي قضية الإرهاب الفكري واستخدام أطراف سياسية بأدوات إرهابية دولية، ويجب العمل على كشف الوجه القبيح لتلك الأدوات التي تمارس الإرهاب من أجل إخراس الأصوات وتحقيق أهداف سياسية.