مفخخات الإخوان تستهدف الجهود السعودية.. إلى أين وصل اتفاق الرياض؟
لم تكتفِ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية بفتح نيران إرهابها على اتفاق الرياض، لكنّها أكملت هذا العدوان أيضًا على الجهود السعودية لإنقاذ مسار الاتفاق بعدما انقضت مدته الزمنية.
اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، كان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية التي شوّهتها "الشرعية"، إلا أنّ الاتفاق أجهِض - على الأقل حتى الآن - بسبب الخروقات الإخوانية المتواصلة.
وأكمل الاتفاق ثمانية أشهر على توقيعه، ولا يزال هذا المسار يراوح مكانه، بسبب الخروقات الإخوانية المتواصلة ويتجلّى ذلك في التصعيد ضد الجنوب مثل التطورات الراهنة في أبين، حيث تشهد المحافظة اعتداءات وخروقات متواصلة من قِبل المليشيات الإخوانية.
وفيما تبذل السعودية جهودًا مضنية من أجل إنجاح الاتفاق، فقد كشفت مصادر سياسية عن وصول المشاورات الجارية حول تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية إلى طريق مسدود في ظل تلك المناورات الإخوانية.
المصادر أكّدت هيمنة تيار قطر في حكومة الشرعية على مجريات النقاش الدائر حول اتفاق الرياض، وتشدده في رفض تنفيذه وفقا للمقاربة التي اقترحها التحالف العربي، حيث تعمل العديد من القيادات البارزة في "الشرعية" التي يرجح خروجها من دائرة التأثير أو انتهاء دورها حال تنفيذ اتفاق الرياض، وفق صحيفة "العرب"، على عرقلته وإفشاله واتهام التحالف الراعي له بممارسة دور الوصاية على حكومة الشرعية.
وهناك تيار نافذ في الشرعية، يسير وفقًا لأجندة معادية للتحالف العربي، أعدتها دولتا قطر وتركيا، عملًا على تعزيز النفوذ الإخواني, وهو ما يضر كثيرًا بالتحالف، ومع أي اقتراب للتوصّل إلى تهدئة على نحوٍ يضع الاتفاق في المسار الصحيح، فإنّ التيار الإخواني الموالي لقطر في حكومة الشرعية يعمد إلى عرقلة أي توافقات.
وسبق أن كشفت معلومات عن أنّ هناك توزيعًا للأدوار يتمثل في أنّ قيادات في حكومة "الشرعية" تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفروع تنظيم الإخوان الإرهابي تهاجم المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.
ووفقًا للمعلومات، فإنّ النشاط الذي يقوده تيار قطر في محافظات تعز وشبوة ومأرب والمهرة يحظى بغطاء سياسي من بعض القيادات النافذة في الشرعية والمنتمية إلى جماعة الإخوان والتي تعلن دعمها للتحالف وتسعى في الوقت ذاته لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية والجيش والأمن.
العبث الإخواني باتفاق الرياض أمرٌ راجعٌ إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية على مصالحه ونفوذه بشكل كبير، حيث أإنّ تنفيذ هذا المسار يعني القضاء على النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وهو ما سيُشكّل بداية حقيقية لاستقرار سياسي وحسم عسكري، طال انتظاره.