كيف للحفر أن تغادر القاع
عبدالقادر القاضي
لتجنيب عقلك ونفسك ان يكونا ضحية للقيل والقال وان لاتكون مجرد وعاء فارغ يضع فيه كل وضيع بضاعته من الكذب والتدليس ليفسد هدوء حياتك وسلامك النفسي الذي بالكاد تحافظ عليه في ظل مانعيشه من ظروف حياتية .
فأن كل ماهو مطلوب منك كمتلقي هو أن تعرف من اين تستقي المعلومة ومن هي العين التي نضحت بها وان تعرف خلفية تلك العين وتاريخ مواقفها لتعرف إلى اين يذهب مجرى تلك العين وفي أي حوض يصب .
فلا يجوز عقلاً ونقلاً لكل بالغ راشد مدرك أن ينساق بسهولة وراء كل ما يقولونه ويتناقلونه مسيلمات الإعلام وزنادقة الاقلام وكأن مايقولونه ويسطرونه قرآن منزل لا يأتيه الباطل .
لأنك وبمجرد إعمال العقل يكفي ان تعرف خلفيات هؤلاء الأقزام المتضخمون زيفاً وكذباً لتقوم بضغطة زر لتستعرض مواقفهم واقواليهم وافتراءاتهم السابقة قبل سنوات قليلة ومواقفهم اللاحقة ،، فأنك ستجد انهم مجرد مسترزقين في سوق الرخص يفترشون بضاعة نونهم ومايسطرون على رصيف دعارة الإعلام لمن يدفع أكثر ،، بضغطة زر ستعرف من هم .
فما حدث بخصوص نشر وتناقل خبر وجود كميات ضخمة من نترات الامونيوم في رصيف ميناء عدن كان مجرد تأليف قصصي ركيك ناتج من خيال مريض استوحى الأمر من كارثة مرفأ بيروت المؤسفة والمحزنة فجعل منها بضاعة إعلامية ليخلق منها وفيها بلبلة إعلامية واقلاقاً لنفوس الناس المتعبه المرهقة التي تكابد العيش يوما بيوم ،، وكل ذلك قد يكون مرتبط بمصالح شخصية او قد يكون ردة فعل لاحقاد مناطقية وشيطنة لاطراف بعينها وحباً في الظهور ،، لا اقل ولا أكثر من ذلك .
ومع كل ذلك السعي لان يصنعوا هالة وضخامة حولهم إلا أنهم سيظلون اقزاماً كقاماتهم،، وسيظلون محترفي الارتزاق الرخيص مهما حاولوا أن يزينوا كلماتهم، فلا أسوء ولا اتفه ممن يتلاعبون بأنفس الناس واعصابهم لمجرد انهم يريدون أن يبيعوا بضاعة فاسدة كاذبة خاطئة لطالما كانت تشبههم وكانوا هم يشبونها،،
يظنون في انفسهم انهم كبار ،، لكنهم ليسوا كذلك ،، وكم تمنينا لهم ان يكونوا كبارا بحجم هذا الشعب الذي يكذبون عليه مع كل نفس يتنفسونه ،، لكن ماذا عساك ان تفعل مع من تكون هوايته السقوط الحر .
هم ليسوا كباراً بل خيل لهم ذلك ،، فالكبار لايدلسون ولايكذبون،، لذلك مهما فعلوا ستجدهم كل يوم في موضعهم الحقيقي لا يغادروه ولن يغادروه اصلاً ،، فكيف للحفر أن تغادر القاع .
فمن يجعل من موضوع اسمدة اليوريا المنتهية الصلاحية والمتواجدة في رصيف ميناء عدن منذ ثلاث سنوات ويحولها بالتدليس والتظليل والكذب وخيانة المهنية إلى أطنان ليترية من نترات الامونيوم مستخدمين اسلوب التحذير من كارثة قد تطال عدن أكثر بكثير من كارثة بيروت ،
ذلك التظليل المقصود يعكس قدراً كبيرا من حالة نفسية متعبة أفلست من كل شيء وباتت أشبه بنفسية راقصة توقفت في وسط السلم لترقص ولم تكمل طريقها ،، فلا الذي فوق صفقوا لها ،، ولا الذي تحت نقطوها .
ولا شيء يعيب هيبة الرجال وينتقص من نخوتهم سوى أن يكون المرء بينهم كذابا،، فما بالك بمن اصبحوا ظحلاً يسكنون القاع.
فلا تدعهم يتلاعبون بعقلك ولا تجعل نفسك عرضة لعصفهم الإعلامي،، واجعل عقلك هو من يقيس الامور في كل ما يطرح .