كمن يتخبطه الشيطان من المس!
عبدالقادر القاضي
يتحدثون بأستغراب عن حلف اليمين الدستورية التي اداها محافظ العاصمة عدن الاستاذ احمد لملس امام الرئيس هادي وكأنهم قد ابروا هم بأيمانهم التي حلفوها من قبل ولم يتبقى من مشاكل معهم في الشمال والجنوب سوى يمين احمد لملس .
فلك ان تتخيل ان من خانوا عهود الوحدة واتفاقاتها المبرمة بسم الله وبسم الشعب ثم قتلوا واغتالوا وشردوا ونهبوا وسرقوا وعاثوا فسادا في الجنوب أرضا وانسانا واهلكوا فيه الحرث والنسل ،، لك ان تتخيل ان أولئك المجرمين الحانثين بالعهود هم اليوم من يستغربون من يمين احمد لملس ،
يامثبت العقل والدين !
ولك ان تعطي لخيالك فسحات كبيرة وتتخيل ان من خانوا وتآمروا على وثيقة كانت موسومة بأسم اتفاقية (العهد والاتفاق) والموقعة في الاردن بين الشمال والجنوب في يناير 1994م والتي خانوها وحنثوا بعهدها قبل أن يجف حبرها فشنوا حربهم السياسية المحشوة بكريمة الدين ونوغا الجهاد وطبقة سميكة من التكفير ضد شعب ااتمنهم على أرضه واجياله،، فخانوا كل عهد وانكروا كل وعد ،، أولئك ونسلهم النجس المتفرخ من حزب هو رجس من عمل الشيطان هم اليوم من يستغربون ويندهشون من يمين احمد لملس.
هم في حقيقة الأمر ليسوا مستغربين بقدر ماهم متألمين وغاضبين من ذلك المشهد الذي لم يكن يراودهم في أسوء كوابيسهم،، لأنه مشهد يعتبر سياسياً بمثابة لحظة اسدال الستار عن أي طموحات او أحلام واوهام كانوا يمنون انفسهم وحزبهم بها بأن تكون العاصمة عدن هي عاصمة حزبية بديلة لحزبهم تعوضهم عن فقدانهم كل شيء لهم في عاصمنهم صنعاء التي كانوا يوما من الأيام يعربدون في شوارعها وفي الاخير خرجوا منها بالبراقع والعبايات كمحارم وعوائل ليتركوها للحوثيين ثم جاؤا يريدون أن يكونوا رجالا علينا في عدن والجنوب ،،
فقدان عدن وسحب بساطها السياسي من تحت أقدامهم الذي تم تحت ظلال مؤسسة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وبرضى ودعم التحالف العربي وبمباركة إقليمية ودولية لوجود الانتقالي الجنوبي ضمن هيكلة الشرعية وهيكلة الحكومة المرتقبة هو من جعلهم يتخبطون كمن يتخبطه الشيطان من المس ،، بعد أن كان كمجلس يخوض صراعاته مع حزب إرهابي بعينه من خارج المربع السياسي للشرعية ،،
لكنه اليوم فرض أمر واقع رغم أنوف من رفضوا حتى أن يسلموا عليهم وبات المجلس اليوم يتنقل بكل سهولة داخل أروقة مؤسسة الشرعية ، ليس كمنحة او عطاء من أحد بل كان أمرا مفروضا بقوة الواقع على الأرض وإرادة شعب فرض نديته وجهويته الجنوبية ،، هذا هو ما ازعجهم وما اربك حساباتهم ،، فأنشغلوا بتفسير وتأويل يمين احمد لملس ليلة الأمس وكأنهم أولياء الله الصالحين .
كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان واضحاً منذ البداية،، فهو لا يمتلك أي خطاب رسمي معادي او مسفه او منتقص من مكانة الرئيس هادي بل ظل يكرر مرارا وتكرارا ويؤكد في كافة خطاباته السياسية كمجلس انتقالي جنوبي انه يعترف بشرعية الرئيس هادي ويعمل تحت ظلالها وان خصومته السياسبة والعسكرية مع الشرعية كمؤسسة تدور مع طرف حزبي بعينه يستغل شرعية الرئيس ويستثمر كرت تلك الشرعية لصالح تحقيق أهدافه الحزبية مع ان غالبيتهم حلفوا اليمين على تحقيق مصالح الوطن والشعب ككل وليس على مصالح حزب ،، بعكس الحزب الذي يدعي حرصه على الرئيس وهو كل يوم يصلبه على خشبة اعلامه ليجلده.
ويكفي المجلس الانتقالي الجنوبي نجاحا انه استطاع أن يخترقهم عنوة ويحجز له مساحة سياسية كان لابد منها ليكون داخل دائرة الشرعية نفسها ،، محتفظاً بأسمه الذي يحمل جهويته الجنوبية الصريحة مع ان ذلك يتعارض مع قانون الأحزاب لانه رفض من قبل كافة عروضهم له بأن يتحول الى حزب سياسي وان يسقط مصطلح الجهوية الجنوبية من صميم اسمه ليستطيع الدخول في العملية السياسية ،، وهاهو اليوم بأسمه الثلاثي الصريح يتواجد تحت ظلال الشرعية وبمباركة الإقليم والعالم .
بأختصار إن ما يحدث وما سيحدث هو أن الجنوب سيخوض معهم شوطه السياسي القادم من داخل دائراتهم وعلى أرض ملعبهم وسيخوض صراعه السياسي مع ذلك الحزب بنفس ادواتهم التي ظلوا يحاربون الجنوب وشعب