لماذا سارع الحوثي للترحيب بالمبادرة المفخخة لعلي ناصر؟
ماجد الداعري
الحوثيون يسارعون كطرف يمني وحيد،للترحيب بالمبادرة المفخخة لحل الأزمة اليمنية التي أعلنها الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد،قبل أمس الأول،من منتدى فالداي الروسي للأمن والتي طالب فيها بوقف الحرب فوراً وتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة توافقية انتقالية من كافة الأطراف وتسليم وزارة دفاعها أسلحة كافة الجماعات المسلحة باليمن.
وسبق وان قلت أن هذه مبادرة مفخخة تحمل أفكار جماعة الحوثي وتتبنى خطابها الى حد كبير سيما اصرارها على المطالبة بايقاف الحرب كشرط يسبق أي حلول للأزمة وتشكيل مجلس رئاسي يتجاوز شرعية الرئيس هادي المعترف بها دولياً بل وتتجاوز كل قرارات مجلس الأمن وتقفز على إجماع الشرعية الدولية التي بمقتضياتها وتحت ذريعتها شنت الحرب على مليشيات انقلابية استولت على العاصمة وسيطرت على مؤسسات الدولة واسقطت السلطة الشرعية اليمنية بقوة النار والحديد ودون وجه دستوري اوقانوني يذكر.
وعلى الرغم من تأييدي لوقف الحرب وسفك الدماء وضرورة الاحتكام للعقل والمنطق والعودة الى الحكمة اليمانية،إلا أن الصيغة التزامنية لمبادرة علي ناصر،لاتمس دولة الأمر الواقع للحوثيين بشيء ولاتتطلب منهم تقديم أي تنازلات وتتعامل مع تواجدهم الغير مشروع بصنعاء ومؤسسات الدولة،وكأنهم سلطة شرعية لاينبغي عليهم الانسحاب وتسليم مؤسسات الدولة إلى الدولة الشرعية المعترف بها دوليا.
وبالنظر لتاريخ علاقات علي ناصر بالحوثيين الذين سبق وأن رشحوه لرئاسة اليمن خلفا لهادي، يتضح أبعاد مبادرته المؤامرة،إن صح التعبير،ومن أعدها ويقف حقيقة وراء تبني ابوجمال لها.
وبالمناسبة فقد تفاجأت بمستوى لغة حديثه عن (اليمن ..مأساة منسية) وتناقضاتها السياسية خلال مشاركته الثانية بالمنتدى الروسي وتخبطه فيما قاله مع ماجاء بحواره التلفزيوني مع قناة روسيا اليوم ضمن برنامج (أسأل أكثر) رغم إعجابي الكبير باطروحاته السياسية السابقة ولغة خطابه الإعلامي منطقية مبادرات سياسة كثيرة سبق له وان طرحها للحل باليمن باعتباره أكثر من قدم مبادرات سياسية دون أن تنال مع الأسف،أي قبول أو ترى النور لتصبح واقعا لحل ممكن لأي أزمة باليمن منذ خروجه ورفاقه من عدن على جحيم مذبحة يناير المشؤومة.