سياسة تحريض «الإخوان».. من سقطرى إلى نزلة السمان
هاني مسهور
لم يكن مقلب «نزلة السمان» حول مظاهرات مزيفة في مصر، غير مشهد فاضح لسنوات طويلة من الخداع والأكاذيب والإشاعات، التي أسس لها إعلام الدولة الخليجية الصغيرة على مدار سنوات طويلة لم تكن فيه قناة «الجزيرة» غير جزء من منظومة معقدة للغاية في فبركة الأخبار وصناعة الأزمات. وإذا كان ما حدث فيما يسمى «الربيع العربي» من دمار وخراب، كان ضمن ذلك السياق، فأن افتعال تنظيم «الحمدين» للأزمات في المشهد اليمني، كان ومازال مستعراً، وأن تزايد بعد المقاطعة العربية.
فكما حدث في «نزلة السمان» المصرية يحدث في جزيرة سقطرى بافتعال أزمات ليست موجودة غير في عقول «إخوان اليمن» وقناة «الجزيرة»، سياسة التحريض والتحشيد ضد التحالف العربي كانت واستمرت سمة من السمات التي أَلِفها المراقب لعديد الافتعالات لأزمات اخترعتها منظومة «الإخوان» الإعلامية معتمدين على شبكة واسعة من العناصر التي عليها صياغة أزمة في جزيرة سقطرى والترويج لها، عبر استضافة شخصيات منتمية لحزب «الإصلاح»، ولهم مناصب في الحكومة الشرعية، ومهمتهم هي الإساءة للتحالف العربي.
حاولت الآلة الإعلامية «الإخوانية» أن توظف جزيرة سقطرى كمادة للإساءة لدور السعودية والإمارات في اليمن، ففي الوقت التي تنعم فيه سقطرى باستمرارية التيار الكهربائي بفضل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة مقارنة بكافة المحافظات المحررة فأن الاستهداف كان ممنهجاً بافتعال أزمات غير موجودة حتى ضاق السكان ذرعاً من العبث «الإخواني» فاستعانوا بقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» لطرد ميليشيات حزب «الإصلاح» وتطهير المؤسسات والمقرات من رجسهم وشرهم.
بعد أن طردت ميليشيات حزب «الإصلاح»، ظهرت موجة مغايرة من الفبركات بافتعال مظاهرات داخل جزيرة سقطرى وإدعاء أن المظاهرات تستهدف وجود دولة الإمارات في الأرخبيل، ودور السعودية الأمني في تأمين الجزيرة، يحدث ذلك عبر منظومة إعلامية تتجاهل مدى المشروعات الخدمية المقدمة من «الهلال الأحمر» الإماراتي و«مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية» في كافة المجالات، سواء التعليمية أو الصحية، أو دعم مؤسسات الصيادين، وتقديم كافة الوسائل الحديثة للصيد، إضافة لتصدير منتجاتهم لدول الجوار، في ظل فساد أفشل كافة المؤسسات والوزارات والهيئات التابعة للحكومة الشرعية، فكيف يُعقل أن يخرج سكان أرخبيل سقطرى يطالبون بمغادرة من عزهم بعد إذلالهم!.
منظومة التضليل التي أسسها «تنظيم الحمدين» أحرقت اليمن بتصوير حشود حزب «الإصلاح» المليونية التي اختفت بمجرد اقتحام «الحوثيين» العاصمة صنعاء فهرب من هرب ولبس العباءة من لبس، ذلك الخداع وتصدير خطاب الكراهية وشحن النفوس ضد بعضها بعض، أثمرت ويلات ونيران التهمت كل اليمن غير الجزء المطهر منه بعد أن استطاع بمساندة السعوديين والإماراتيين من تحرير أرضه ورفض الوصاية الإيرانية على أرضه، وقد أعلنها صريحة أنه ضد الوصاية التركية «الإخوانية»، وأن المحافظات الجنوبية المحررة التي يمثلها «المجلس الانتقالي الجنوبي»، هي ضمن محور الاعتدال العربي مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين.
منظومة التضليل والتدليس والمكر «الإخوانية» هي واحدة، فكما تجاهر بالعداء للمصريين فهي تجاهر بالخصومة مع كافة الشعوب التي لم تعد تحتمل وجود تنظيم «الإخوان» في حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قد يكون المقلب المصري ساخراً غير أنه كاشف لما يجب أن يكون عليه إعلام دول الاعتدال من مسؤولية في التقصي خلف ما يصدر عن منظومة إعلام «الإخوان» حفظاً لحقوق الشعوب بتوفير الحماية الإعلامية والفكرية، فأبناء أرخبيل سقطرى مطالبهم كمطالب المصريين وكافة الجنوبيين بإنصافهم إعلامياً وعدم الانجرار خلف ما تفتعله قناة «الجزيرة» من أزمات ليست موجودة إلا في رؤوس أصحاب الفتنة لعن الله من أيقظهم وأيقظ فتنتهم.
مؤكد أن محور دول الاعتدال العربي عليه مراجعة سياساته الإعلامية، للتصدي لهذه المنظومة، ففي الإعلام معركة أخرى تتطلب تحديث السياسات ووضع استراتيجيات واضحة لمواجهة جيوش تعمل ضمن منظومة إعلام الشر «الإخوانية»، التي تحاول النيل من العقل العربي بتوظيفها كافة الأحداث وتسييسها لمصالح «الإخوان» الشياطين.