اللجوء والنزوح.. غزو شمالي بأدوات جديدة على الجنوب
تحطم العديد من مؤامرات مليشيات الشرعية والحوثي على صخرة القوات المسلحة الجنوبية القوية، وفشلت الشرعية في غزو الجنوب مجددا بعد طرد المجاميع الإرهابية التابعة لها من العاصمة عدن، قبل عام تقريبا، ومنذ ذلك الحين حاولت اختراق العاصمة مرات عديدة لكنها فشلت، وبالتالي لجأت إلى استخدام أساليب غير تقليدية في محاولة لتحقيق هدفها.
اعتمدت الشرعية بشكل أساسي على سلاح النزوح من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان في المحافظات الجنوبية وبالتحديد داخل العاصمة عدن، وقصدت من وراء الهزائم العديدة التي تلقتها في الشمال على يد المليشيات الحوثية أن تجد مبررا لدفع مئات الآلاف من المواطنين في تلك المناطق للنزوح إلى العاصمة عدن والتي تتمتع بهدوء واستقرار لا يتوفر في أي منطقة أخرى.
فشلت الشرعية خلال العام المنقضي في تحريك خلاياها النائمة في العاصمة عدن بعد أن نجحت الأحزمة الأمنية الجنوبية في التوصل إلى هؤلاء بجهود استخباراتية دقيقة، ولم تفلح تحالفاتها التي دشنتها مع المليشيات الإرهابية في تحقيق اختراق يذكر في أبين، وبالتالي فإنها تعول على خلخلة الأوضاع الداخلية في المحافظات الجنوبية عبر العناصر الذين يدينون بالولاء إليها.
تستخدم الشرعية نفس السلاح الذي استخدمته المليشيات الحوثية في المناطق التي سيطرت عليها في الشمال، وهو سلاح إيراني بالأساس يجري الاعتماد عليه في دول عربية رخوة كما الحال في سوريا وليبيا، وتكون عمليات النزوح مقدمة لإبرام اتفاقيات سياسية برعاية دولية تثبت وجودهم في تلك المناطق.
يرى مراقبون أن خطورة عمليات النزوح تكمن في أنها تأتي بالتزامن مع توالي استهداف مليشيات الشرعية للقوات المسلحة الجنوبية في أبين، وكذلك استمرار الإرهاب الحوثي في الضالع، وبالتالي فإن أعداء الجنوب يمسكون بأسلحة متعددة تتطلب يقظة جنوبية في المقابل سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الأمني أيضا.
ولعل ذلك ما كان دافعا نحو تفعيل خلية حل الأزمات في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي اتفقت خلال اجتماعها اليوم الأحد في العاصمة عدن على جدول اجتماعات، وآلية عملها، وبحثت أزمات الخدمات، ورواتب العسكريين، ومشكلات النزوح والتوطين والهجرة السياسية، والتسويات الوظيفية.
وشدد الاجتماع - برئاسة الدكتور خالد بامدهف رئيس الدائرة السياسية في الأمانة العامة - على أهمية الرصد الواقعي بالتفاصيل والبيانات للأسباب والتوجهات التي تؤدي لخلق الأزمات.
كشف المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، تفاصيل مؤامرة يمنية جديدة يُخطط لها لغزو الجنوب، وقال في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "نجح اليمنيون في مؤامرتهم في 94 م واستطاعوا احتلال الجنوب العربي، لكنهم في 2015 م دفعوا ثمن غزوهم".
وأضاف: "لم تتوقف مؤامراتهم على الجنوب فاستغلوا ظروف الحرب لكي يكرروا محاولات الغزو"، وأوضح: "لكن هذه المرة تحت مسمى النزوح والهدف التغيير الديمغرافي للجنوب وحتمًا سيتم إفشاله عندما يحين الوقت".
وعلى الجانب العسكري ، قصفت مدفعية القوات المسلحة الجنوبية، أمس السبت، تعزيزات استدعتها مليشيات الحوثي الإرهابية، في سيلة هجار شمال غرب الضالع، وكشفت مصادر ميدانية، عن نجاح الضربات المدفعية، مؤكدة أنها أوقعت قتلى وجرحى في صفوف عناصر المليشيا الحوثية.
واصلت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للحكومة الشرعية، تصعيد خروقاتها بطريقة انتحارية في جبهة أبين، ونجحت القوات المسلحة الجنوبية في التصدي لاعتداءات المليشيا الإرهابية حتى أوقعت عددًا من القتلى في صفوفهم.