السماء المكشوفة

عبدالقادر القاضي

ماحدث قد حدث مع الأسف بكل وجعه والمه وحزنه ولا يمكننا الآن أن نعيد عقارب الساعة إلى الخلف او ان نظل ننتحب ونبكي وننشر التعازي ونصدر البيانات او ان نتجه إلى التخندق في مربع المماحكات والقاء اللوم ونكتفي بأفراغ شحنات الغضب بمثل هكذا أمور لا تسمن من جوع ولا تأمن احداً من خوف ،،

بل يتحتم اليوم على الجميع أن يقفوا صفاً واحداً ضد كل من يعتقد أنه قادر على إفساد عمل حكومة المناصفة او إنهاء كل ذلك النتاج السياسي الذي ولد من اتفاق الرياض بعد مخاض عسير ،، فأزعج واغاض اطرافاً حزبية بعينها وجماعات سلالية بذاتها واشخاص بأسمائهم .

ماحدث قد يتكرر في فترات قادمة لاسمح الله فهو ليس الاول ولا ضمان بأن لا يتكرر إن لم يحدث عمل امني مكثف وحقيقي وواسع على الأرض في عدن يوازيه عمل امني مخصص لسمائها كذلك ،، وان يتم دعم هذا الجانب لوجستياً بكل ما يحتاجه من أدوات ومعدات وتدريب وتأهيل نوعي بمشاركة مباشرة من التحالف العربي بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية،

إعادة النظر في خطط تأمين سماء العاصمة عدن بشكل كامل لايقل اهمية عن خطط تأمينها من على الارض والتي قام التحالف العربي بدعم خططها على مدى السنوات الماضية ولم يقصر فيها من جميع النواحي ،،

إلا أنه اليوم أصبح من الضروري أن تفعل خطط تأمين سماء عدن لتتماشى مع خطط تأمينها من الارض إن أردنا فعلاً ان نمضي قدماً في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض للنهوض بالملف الاقتصادي والخدماتي للمواطنين وتوحيد المعركة العسكرية باتجاه الحوثي شمالاً لتستكمل مراحل نجاح اتفاق الرياض رغم أنوف من لايريدون له أن يمضي في ماهو ماض إليه نكاية بالتحالف ،، فهناك أطراف عديده تريد لهذا الاتفاق أن ينسف ليذهبوا بعدن نحو الفوضى ليخلطوا الأوراق.

تأمين سماء عدن بات من الضرورات لعدم تكرار هذه الحوادث الغادرة او على الاقل سيخفف من وطأة اي عمل إرهابي قد يخطط له مستقبلا ويفشله في الجو قبل أن يصل إلى أرواح الأبرياء والمدنيين ،،

لذلك نقول أنه بات من الضرورات الوقوف مطولاً امام متطلبات الملف الأمني وسد جمبع الثغارات واستدراك مكامن الخلل والعوار والعمل على إصلاحها بشكل عاجل ومركز لتضييق الخناق على كل من يفكر بأن يكرر مثل هكذا عمل جبان سواء كان من الجو او من الارض .

ماحدث كان فوق التوقعات الامنية وفوق توقعات كل الناس السويين نفسياً ،، لكنه يظل امر وارد أن يحدث ليس في عدن وحدها ،، بل في اي دولة قد يستهدف الارهاب مقارها السيادية او مصالحها الحيوية او حتى خطوط نقلها هذا أمر وارد جدا أن يحدث خاصة حينما يكون الفاعل جماعة إرهابية لاتمتلك قيم او قيمة ،،

الفرق بين سماء عدن وبين سماء اي مدينة في العالم ،، هو أن سماء عدن مكشوفة ولاتمتلك دفاعات جوية نوعية تحميها من هكذا عمل جبان مع انها بحاجة ماسة لمثل هكذا أنظمة لدفاعات جوية متطورة تحميهت وتكون مفعلة على الدوام حرباً او سلماً .

اللهم احفظ عدن وسائر بلاد الناس أجمعين
وانصرنا اللهم على القوم الظالمين .


مقالات الكاتب