الحوثيون والمنظمات الإغاثية.. هل يطالها رد المليشيات على التصنيف الإرهابي؟
يبدو أنّ المنظمات الإغاثية الإنسانية تترقّب إجرامًا تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية على الأرض، في ظل التوجه الأمريكي نحو تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا.
الخطوة الأمريكية أرجعها وزير الخارجية مايك بومبيو إلى محاسبة مليشيا الحوثي على أعمالهم الإرهابية، والهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري.
وقال بومبيو إنّ وزارته ستخطر الكونجرس بنيتها تصنيف الجماعة الموالية لإيران "منظمة إرهابية أجنبية"، مؤكّدًا أنَّ وزارة الخارجية الأمريكية تعتزم إدراج ثلاثة من قادة الحوثي على قائمة الإرهابيين الدوليين، هم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم.
المليشيات الحوثية من المحتمل بقوة أن ترد على هذا الإرهاب الغاشم من خلال سلسلة من الضربات، التي من المؤكّد أنّها ستطال أهدافًا مدنية.
وفي هذا الإطار، بدأت المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية خططًا طارئة للتعامل مع قرار الخارجية الأمريكية بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
"المشهد العربي" علم من مصدر عامل في المجال الإغاثي بصنعاء أنّ المنظمات الدولية بدأت بتحركات عاجلة لإجلاء ما تبقى من الموظفين الأجانب، بعد إجلاء القسم الأكبر في وقت سابق.
وتبحث المنظمات عدة خطط طارئة لاستمرار أنشطتها الإنسانية والإغاثية في مناطق سيطرة المليشيا عن طريق الموظفين المحليين، وفق المصدر الذي أشار إلى أنَّ الوضع ما زال ملتبسا على المنظمات الدولية حيث أن لديها معلومات عن استثناءات في المجال الإغاثي غير أنها لم تخطر بذلك بشكل رسمي، إلا أن المنظمات تخشى من ردود أفعال عدائية من المليشيات ضد الموظفين الأجانب.
احتمالات الرد الحوثي من خلال استهداف المنظمات الإغاثية أمرٌ وارد بشكل كبير، وذلك بالنظر لما تملكه المليشيات من باعٍ طويلة في جرائم الإرهاب الغادر الذي استهدف هذه المنظمات.
وتمثّل العداء الحوثي للعمل الإغاثي في العمل على عرقلة توزيع المساعدات على مستحقيها والعمل على نهبها على صعيد واسع، وهو ما أدّى إلى تأزيم الوضع الإنساني.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المليشيات الحوثية أيضًا على إجبار المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة على دفع مبالغ مالية لقيادات المليشيات لتسهيل مهام أنشطتها.
كما أقدمت المليشيات الحوثية، في أكثر من مناسبة، على ارتكاب جرائم اختطاف عاملين ونشطاء في مجال العمل الإغاثي والإنساني.
هذا الإجرام الحوثي يمكن القول إنّه ضاعف من الأعباء والمآسي على السكان، بعدما فقدت الملايين السبيل نحو الحصول على مساعدات إنسانية تعينهم على قهر الأعباء التي صنعتها المليشيات الحوثية.
الباع الحوثية في جرائم استهداف المنظمات الإغاثية يعني أنّ هذه الجهات من المحتمل بقوة أن تكون أهدافًا لإرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية ردًا على تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا.