الموقف الروسي من قضية الجنوب يضرب مخططات الحوثي والإخوان
أكدت الدبلوماسية الروسية على دعمها للحوار الشامل بين جميع الأطراف بما يراعي المصالح والقضايا المشروعة لجميع القوى السياسية، وهو موقف يبرهن على تأييد روسيا لأن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي جزءا من "الإعلان المشترك" الذي يسوق له المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أو حتى أي حلول سياسية أخرى من المتوقع طرحها خلال الفترة المقبلة.
الموقف الروسي يضرب مخططات مليشيات الإصلاح التي هيمنت على الشرعية الإخوانية وكذلك المليشيات الحوثية الإرهابية، حيث يحاولان بشتى الطرق أن يكون الحوار السياسي لحل الأزمة مقتصرا عليهما مستغلين حالة التراخي الأممي مع الأزمة وفي ظل تعنت أممي غير مبرر تجاه إقامة الحوارات السياسية عبر حضور كافة الأطراف والقوى السياسية.
الموقف الروسي سيقف حائلا أمام أي محاولات لتمرير قرارات دولية عبر مجلس الأمن حال لم يكن هناك تمثيل جنوبي في المشاورات وحال لم تفضِ المباحثات إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة على حدودها ما قبل 21 مايو 1990م، وهو ما يبرهن على أهمية الزيارة الحالية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو.
استطاع المجلس الانتقالي أن يخلق جبهة إقليمية ودولية معارضة لأي توجهات من شأنها أن يكون الحل من دون مشاركة كافة الأطراف، وهو ما يؤكد على قوة وتأثير دبلوماسيته التي حافظت على حقوق الجنوب وتمضي في طريقها باتجاه استعادة الدولة مجددا، الأمر الذي سيكون له مردود إيجابي على الموقف الأممي من المباحثات لإدراكها بأن خطواتها لن تجدي نفعا طالما أنها ستواجه بفيتو روسي.
تمكن المجلس الانتقالي من تحقيق انتصار سياسي جديد على الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية بزيارة وفده إلى موسكو والتي تأتي في توقيت بالغ الأهمية بعد أيام قليلة من خروج حكومة المناصفة إلى النور في الوقت الذي كان يطمح فيه غريفيث لاستغلال الأوضاع الإيجابية في أعقاب تشكيل الحكومة لاستئناف المباحثات، فيما يشكل موقف الإدارة الروسية الداعمة للمجلس الانتقالي حجر عثرة أمام استمرار مخططه.
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان على موقعها إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي.
وشددت على أن "الحوار الشامل الذي يراعي المصالح والقضايا المشروعة لجميع القوى السياسية الرئيسة وحده كفيل بضمان الحل الدائم للعديد من المشاكل التي تواجهها البلاد، ومنها تنظيم هياكلها الإقليمية والسياسية.
وأضافت في بيان أن المباحثات ناقشت بشكل مفصل التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن والجنوب، ومهام حكومة المناصفة، وأشارت إلى أن الجانبين بحثا آفاق الوقف التام للقتال وتنظيم حوار بين مختلف الأطراف، بناء على اتفاق الرياض.
فيما شدد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على العلاقات التاريخية بين الجنوب وروسيا الاتحادية وشعبي البلدين، وأوضح خلال لقائه والوفد المرافق له، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلايديمير بوتين، أنه لا تزال بصمات ومواقف الأصدقاء الروس حاضرة في مختلف مدن وأرياف الجنوب.
وأشار إلى اشتراك الرؤى والمواقف تجاه القضايا في الجنوب واليمن والمنطقة؛ داعيا إلى المزيد من التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات، ورعاية المصالح المشتركة.
ونبه إلى أن عددا من القضايا تتعلق بمضيق باب المندب وخليج عدن، وخطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون والتكامل السياسي والاقتصادي.
ولفت إلى أهمية اتفاق الرياض كفرصة لتطبيع الأوضاع وعودة الخدمات وإطلاق عملية سلام شاملة، مشددا على استكمال تنفيذه، وإشراك الجنوب كطرف أساسي في العملية السياسية الشاملة برعاية الأمم المتحدة.
وأكد أن أي محاولة لتغييب الجنوب وقضيته المشروعة ستنتهي بالفشل، معبرا عن تمسك المجلس بأهداف وتطلعات شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة هويته وبناء دولته المستقلة على حدودها ما قبل 21 مايو 1990م.
من جهته، أكد بوغدانوف دعم روسيا الاتحادية، للعملية السياسية الشاملة واحترامها تطلعات الشعب وخياراته، معبرا عن اهتمام بلاده بمعالجة قضية الجنوب.