الزُبيدي في روسيا.. الانتقالي يؤسس أركان دولة الجنوب
اهتمامٌ كبيرٌ يوليه المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، بالعمل الدبلوماسي على نُحوٍ يُحقّق الكثير من المكاسب للقضية الجنوبية بما يعطيها زخمًا كبيرًا وصولًا إلى تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وفي أحدث هذه التحركات الدبلوماسية، أجرى الرئيس الزبيدي زيارة مهمة إلى روسيا، التقى خلالها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وافريقيا.
وخلال اللقاء، تحدث الرئيس الزُبيدي بكلمة ضافية في مستهل اللقاء، عبّر من خلالها عن شكره والوفد المرافق له للأصدقاء في حكومة روسيا الاتحادية على الدعوة وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية التي توثقت بين الجنوب وروسيا الاتحادية وشعبي البلدين الصديقين، ومحملاً تحياته والشعب الجنوبي إلى الرئيس الروسي.
وأكّد الرئيس الزُبيدي أنَّ هذا اللقاء، يمثل فرصة للتعريج على التاريخ الحافل بالصداقة والإخاء والتعاون بين الجنوب وروسيا الاتحادية، إذ لا تزال بصمات ومواقف الاصدقاء الروس حاضرة على كافة المستويات في مختلف مدن وأرياف الجنوب.
وأضاف أن كثيرًا من المواقف المشتركة تجاه العديد من القضايا في الجنوب واليمن والمنطقة عامة تجمع بين الجانبين، وتتطلب المزيد من التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات، ورعاية المصالح المشتركة، خاصة ما يتعلق بمضيق باب المندب وخليج عدن، وخطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون والتكامل السياسي والاقتصادي.
كما شدّد الرئيس الزبيدي على أهمية اتفاق الرياض وما يمثله من فرصة باتجاه تطبيع الأوضاع وعودة الخدمات وتحقيق عملية سلام شاملة، مشدداً بضرورة إكمال تنفيذه، ومؤكدا بالوقت ذاته على ضرورة إشراك الجنوب كطرف أساسي في العملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة، وأن محاولة لتغييب الجنوب وقضيته المشروعة ستبوء بالفشل.
وأكّد الرئيس تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بأهداف وتطلعات الشعب الجنوبي وحقه في تقرير مصيره واستعادة هويته وبناء دولته المستقلة على حدودها ما قبل 21 مايو 1990.
في المقابل، عبّر بغدانوف عن ترحيبه بزيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي والوفد المرافق له إلى روسيا الاتحادية، وقال إنّ هذا اللقاء يأتي في سياق سلسلة من الاتصالات واللقاءات التي جمعته بالرئيس الزُبيدي في الفترة الماضية.
وأضاف أنّ روسيا الاتحادية تدعم عملية سياسية شاملة تضمن إنهاء الحرب ومعالجة كل القضايا وفي صدارتها القضية الجنوبية، معبراً عن احترام روسيا لتطلعات الشعب وخياراته.
زيارة الرئيس الزبيدي إلى دولة ثقيلة دبلوماسيًّا بحجم روسيا تحمل الكثير من الأهمية فيما يتعلق بنقل رسالة قوية تعبّر عن تطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة، ومساعي الجنوبيين الرامية إلى استعادة دولتهم.
ويمكن القول إنّ المجلس الانتقالي استطاع تحقيق الكثير من النجاحات الدبلماسية ساهمت بشكل رئيسي ومباشر في سماع العالم أجمع صوت الجنوبيين الساعين إلى فك الارتباط، وهو أمرٌ لا يمكن أن يتنازل عنه الجنوبيون بأي حالٍ من الأحوال.
تكثيف العمل الدبلوماسي لا سيّما من خلال التواصل مع دول ذات ثقل سياسي كبير أمر يُمثّل ضغط على أعداء الجنوب لا سيّما نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا الذي يحاول بشتى السبل العمل على عرقلة الجنوبيين عن استعادة دولتهم.
دبلوماسية الانتقالي الحكيمة ساهمت في وضع الجنوب كطرف فاعل ورئيسي في معادلة الحل الشامل، وهو ما يمثّل مراعاة لمطالب الجنوبيين، وتجلّى ذلك مثلًا في مسار اتفاق الرياض الذي يتضمّن إشراك الجنوب بنفس قدر مشاركة نظام الشرعية في أي مفاوضات ترمي إلى التوصّل إلى حل سياسي.
ولعل ما ساهم في هذه النجاحات أنّ المجلس الانتقالي حظي باعتراف واسع النطاق بأنه الممثل الوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، وذلك في ظل حاضنة شعبية جارفة يملكها المجلس، وقد سبّبت الكثير من الأرق لأعدائه.