التحايل الحوثي الجديد على صيانة صافر.. لماذا تتعنت المليشيات؟
دخلت أزمة خزان صافر النفطي مرحلة جديدة من العبث الحوثي، وسط حجم ضخم من المخاوف من الكوارث البشرية والبيئية التي قد تحدث عمّا قريب.
الأمم المتحدة أصدرت بيانًا عبّرت فيه عن قلقها من دلائل على تراجع مليشيا الحوثي الإرهابية عن موافقتها الرسمية لوصول البعثة الأممية إلى ناقلة النفط صافر.
وكشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن إنفاق البعثة 3.35 مليون دولار أمريكي لشراء مواد والاستعداد لنشر البعثة الفنية لفحص الناقلة المحملة بأكثر من مليون برميل نفط، وأكّد التنسيق مع الحوثيين بشأن الملفات اللوجيستية عقب تلقي الأمم المتحدة الموافقة الرسمية من قيادات المليشيات، في نوفمبر الماضي.
وأضاف المتحدث أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية أخطرت الأمم المتحدة بالتوقف عن الاستعدادات لانتظار نتائج مراجعتها للقرار، مشيرًا إلى أن الجدول الزمني للبعثة الأممية غير محدد، بعد طلب الأمم المتحدة من المليشيا الإرهابية توفير ضمانات أمنية لتيسير استئجار سفن الخدمات التي تحتاجها البعثة.
ما ورد في البيان الأممي يمكن القول إنّه يحمل رسالة شديدة الوضوح من المليشيات بأنّها ستواصل سياساتها التي لم تتغير أبدًا، وهي التحايل على إجراء الصيانة اللازمة لخزان صافر.
وبات واضحًا أنّ هذا الإصرار الحوثي ربما يكون راجعًا في الأساس إلى محاولة المليشيات لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وبالتالي استخدام هذا الملف في جملة من المزايدات السياسية والإنسانية فيما هو قادم.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب.
وتمارس المليشيات الحوثية تعنتًا كبيرًا يحول دون إجراء صيانة خزان صافر بكارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم في ظل نداءات عديدة من انفجار الناقلة المتهالكة
ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.
وبشكل واسع النطاق، فقد زاد القلق الإقليمي والدولي بشأن خزان صافر تخوفًا لتكرار سيناريو انفجار مرفأ بيروت، وما خلّفه من دمار بشري ومادي ضخم.
وفيما تصر المليشيات الحوثية على زرع العراقيل أمام إجراء الصيانة اللازمة لهذا الخزان النفطي، فبات من الواضح أنّ السياسة الرخوة والناعمة التي تتبعها الأمم المتحدة أثبتت فشلًا ذريعًا ولم تنجز أي شيء.
ولمواجهة خطر انفجار قنبلة صافر، فمن اللازم على الأمم المتحدة أن تبادر باتخاذ إجراءات استباقية تلزم الحوثيين بإجراء الصيانة اللازمة، لكن رضوخ المنظمة الأممية أمام سياسات المليشيات الحوثية ما هو إلا مضيعة للوقت.