في حضرة يوم مدرسي
محمد عبدالله الموس
كانوا مراهقين(في السن) في عمر الزهور يؤدون العاب الجمباز بدون وسائل وادوات الحمباز، كانت هناك قطع اسفنجية تغطي بعض الارضية التي يؤدون العابهم الجمبازية عليها، لم يكن هناك حصان الجمباز الذي عرفناه في طفولتنا ولا اي وسائل اخرى من تلك التي كانت تتوفر في المدارس، ومع ذلك اسعدونا بأداء رائع بطاقاتهم البدنية، ذكرونا فيها بزمن السينما الصامته التي كانت تعتمد على قدرات الممثل في التعبير بلغة الجسد ولا شئ غير ذلك.
كان ذلك جزء من برنامج فعالية مدرسية بمناسبة انتهاء الفصل الدراسي في مدرسة الروضة الابتدائية حضرتها بدعوة كريمة من الاستاذة ايمان الوهابي مديرة المدرسة وهي المدرسة التي درس فيها اولادي وتدرس فيها الان حفيدتاي (ريم وزينب).
ترجع معرفتي بالاستاذة ايمان الى سنوات مضت حين كانت تدير احدى مدارس التواهي الابتدائية، وكانت منذ اشهر مضت تشرح لي عن صندوق مدرسي يقدم العون للطلاب الفقراء، والواقع ان الجنوب اصبح جله فقير ان لم يكن كله، قالت لي ان تمويل هذا الصندوق ياتي من مساهمات المدرسين والمدرسات وبعض الاهالي واتذكر انها طلبت مشورتي في امر ما فاستعنت بالاخ فتحي بن لزرق ليتناول الامر في عدن الغد الا انه فضل التدخل الشخصي ونجح (مشكورا) في معالجة ما كانت تشكو منه، ذكرني ذلك بالطريقة التي كان يلجأ لها عطر الذكر فقيدنا الكبير المغفور باذن الله هشام باشراحيل في التدخل الشخصي لمعالجة مشاكل القراء مع الجهات الرسمية بدلا من النشر في صحيفة الايام.
عود على بدء، شهد ذلكم اليوم المدرسي حضور عدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية، بعضهم لهم بصمات في العمل المجتمعي التي تتميز به ثقافة ابناء عدن، يعملون بصمت بلا ضجيج اعلامي في اي وسيلة، كانت تجهيزات ذلكم اليوم المدرسي الذي لم يخلو من الغناء والطرب بعازفين ومغنين من نفس المدرسة، كانت التجهيزات مقدمة من الاندية في الروضة والتواهي ومن مدير عام مديرية صيرة وبعض الشخصيات، على ان السؤال الذي لم اجد اجابة عليه هو سر غياب المدير العام ومدير التربية في التواهي رغم حضور مدراء عموم صيرة والمعلا وادارة التربية في محافظة عدن؟!
شكرا للاستاذة ايمان الوهابي وشكرا لمن اسهم وشارك في اليوم المدرسي الذي اعاد تذكيرنا باهمية ربط المدرسة بالمجتمع وهي مناسبة لدعوة الاخ وزير التربية والتعليم للتوجيه بالاهتمام بالانشطة (اللا صفية) بوصفها جزء هام من التربية فهذه الانشطة تكمل ما تقوم به الصفوف الدراسية، وهي التي تحتضن صناع الغد خارج الصفوف وتمنعهم من الارتماء في احضان التطرف او الضياع.