هادي في الولايات المتحدة.. رحلة علاجية أم هروب من الفشل؟

الاثنين 28 يونيو 2021 20:18:26
testus -US

أثارت مغادرة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد، قاصداً الولايات المتحدة الأميركية جملة من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من الزيارة، والتي قالت الشرعية إنها رحلة علاجية في حين أن موعد الفحوصات السنوىة التي يقوم بها لم يأتي موعدها بعد ودائما ما تكون في شهر أكتوبر، كما أن الزيارة جاءت بعد أيام من إعتراف المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ بالمليشيات الحوثية "طرفاً شرعياً في اليمن.

في كل مرة يغادر فيها عبدربه منصور هادي إلى الولايات تثار التكهنات والشائعات حول الأهداف الحقيقة للزيارة، وتلتصق بأنباء تتحدث عن وفاته إذ أنه يعاني أوضاع صحية صعبة ولا تتوفر معلومات دقيقة حول حالته.

وزار هادي الولايات المتحدة للخضوع لفحوص طبية وللعلاج في عامي 2019 و2020 وكان في السابق يتلقى علاجا لمشكلة في القلب جرى الإعلان عنها في العام 2011.

لكن مغادرته هذه المرة تأتي في وقت تواجه فيه الشرعية التي يتواجد على رأسها أوضاعاً صعبة أيضاً، سواء على المستوى السياسي بعد أن أضحت مختطفة بيد مليشيات الإخوان الإرهابية أو على المستوى العسكري في مواجهة المليشيات الحوثية تحديداً في جبهة مأرب.

يظل المتحكم الأول في القرارات الصادرة عن الشرعية الإخوانية هو جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، ولم يستطع هادي طيلة السنوات الماضية تنحية مليشيات الإخوان جانباً، ما قاد إلى وجود تحالفات عديدة بين قيادات محسوبة على الشرعية والمليشيات الحوثية الإرهابية، كما أنه لم يستطع لملمة أوراق الشرعية طيلة الفترة الماضية وبالطبع فإنه بعيد عن التحكم في تحركات قوات الجيش التي اضحت بمثابة مليشيات إخوانية تتحالف مع التنظيمات الإرهابية لتهديد الجنوب وتسليم الجهات للمليشيات الحوثية.

وبرهنت القرارات الإدارية الصادرة عن هادي يسعى لتمكين القيادات الإخوانية الفاسدة من مفاصل الشرعية بخاصة بعد تشكيل حكومة المناصفة، وجاء بـ"الفاسد" أحمد عبيد بن دغر رئيسًا لمجلس الشورى، وكذلك فإنه عين المدعو أحمد أحمد صالح الموساي نائباً عاماً وكان يشغل من قبل أحد المناصب الإدارية في وزارة الداخلية مخالفاً بذلك القانون الذي يقضي بأن يكون المعين في هذا المنصف حائزا على شهادة من معهد القضاء بالإضافة إلى فترة تدريب لا تقل عن سنتين في مجال القضاء أو أنه عمل بوظائف النيابة العامة لفترة لا تقل عن 5 سنوات.

ربطت كثير من ردود الأفعال الشعبية والسياسية أيضاً بين المغادرته المفاجئة لهادي وحالة التردي غير المسبوقة التي أصابت الشرعية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة تعاملها مع المليشيات الحوثية باعتباره طرفاً لديه حضور على الأمر وهو الموقف الذي لم يكن يصدر لولا أن الشرعية خسرت غالبية المواقع التي كانت تستيطر عليها في الشمال، بل أنها تورطت في تسليمها من دون مقاومة في فضحية أدركها العالم أجمع بعد أن وصلت المليشيات الحوثية إلى معقلها الرئيسي في محافظة مأرب.

وغادر عبدربه منصور هادي مقر إقامته في وقت تُصعَد فيه المليشيات الحوثية تحركاتها العسكرية في محافظة مأرب وتُلقي بثقلها العسكري في هذه الجبهة من أجل حسم السيطرة عليها ومن ثم تدعيم الرؤية الأميركية التي تتعامل معها كطرف شرعي، ما يشي بأن الرئيس المؤقت أدرك أن المعركة قد انتهت بالنسبة له، وفي تلك الحالة فإنه سيكون من الأفضل أن يبتعد عن الصورة لحين التوصل إلى ترتيبات جديدة.