من سقطرى .. يعود بحاح

هاني مسهور

لم يكن حديث د. ابتسام الكتبي رئيسة مركز الامارات للسياسات عبر شاشة قناة بي بي سي عن شرعية حكومة بحاح مجرداً من مضمون عميق تم السكوت عنه تحت شعار مقتضيات المرحلة ومتطلبات الاصطفاف في معركة مواجهة المشروع الايراني في اليمن.
فما حدث في ليلة الثالث من ابريل ٢٠١٦م كان بمثابة انقلاب سياسي مكتمل الاركان وضربة موجعة للقرار الدولي ٢٢١٦ والأخطر كان صعوداً سياسياً لتنظيم الاخوان في اليمن ، كل هذا حدث بضربة واحدة وجهها هادي مستنداً على كتلة عريضة من الابواق الاعلامية التي استطاعت تمرير الانقلاب وتسويغ وصول الاخوان الى السلطة.
تتلخص المبادرة الخليجية على ان يتم نقل السلطة السياسية الى هادي - توافقياً - تزامناً مع تشكيل حكومة وحدة وطنية تم تغييرها لاحقاً بحكومة الكفاءات الوطنية ايضاً توافقياً، بعد أن وضع اليمن تحت الفصل السابع أممياً.
المؤسسة الشرعية تتشكل توافقياً من الرئيس وحكومة الكفاءات وبذلك صدر القرار ٢٢١٦ ولكن بعد تحرير عدن شعرت قطر بأنها فقدت باب المندب وفي المعلومات الاستخباراتية كانت المعلومات تتدوال ان الامارات تجهز قوة النخبة الحضرمية لتحرير الساحل الحضرمي، أي أن المسافة الممتدة من المهرة وحتى باب المندب لن تكون خاضعة لسيطرة ممكنة للاتراك أو الايرانيين.
اسقط بحاح بانقلاب سياسي بموجبه صعد علي محسن الاحمر بخلفيته الحزبية الدينية واستلم بن دغر الحكومة مشرعاً ابوابها لوصول كل المنتمين لجماعة الاخوان في اليمن مما وسع دائرة نفوذهم السياسي والعسكري والأهم تنفيذ الاجندة الاخوانية التي تقتضي تجميد الجبهات العسكرية ورهن تعز لمرحلة ما بعد استنزاف التحالف العربي.
فتح بيان الخارجية الاماراتية للمرة الاولى علاقة جماعة الاخوان في اليمن بالمؤسسة الشرعية ، وفتح الباب كاملاً للتناول القانوني لاسقاط بحاح والانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك القرارات الأممية، وإن كان ليس من المطلوب اعادة بحاح الى مناصبه السيادية بمقدار اهمية معالجة الاختلال في جسد المؤسسة السياسية اليمنية بإعادة هيكلتها وترميمها واصلاحها فالشرعية باتت مختطفة من قبل جماعة الاخوان وتنفذ مخططات الدوحة وتحاول الاستثمار بما يرغب في تحقيقه العصملي الطامع في سقطرى وباب المندب عبر ادوات الشرعية المهترئة الغارقة في وحل من الفساد والمنتجة للازمات في محاولة منها لاستدامة الصراع لإنهاك السعودية والامارات في مشروع يتجاوز اليمن ويهدف لأجندات الشر الاخوانية المتقاطعة مع رغباب ايران التدميرية ، عودة بحاح تعني اسقاطاً لمؤامرة الاخوان الشياطين.


مقالات الكاتب