الحوثي يعاود إطلاق المسيرات للفت الأنظار عن احتجاجات إيران
في كل مرة تتعرض إيران لأزمات داخلية تنشط العمليات الإرهابية للمليشيات الحوثية في اليمن وغيرها من المليشيات التي تمولها طهران وتدعمها، في محاولة للفت الأنظار عما يجري في الداخل وللتأكيد على أن إيران لديها أدوات خارجية من الممكن أن تتعامل بها مع أي توتر داخلي.
لعل ذلك ما حدث في أثناء الرفض الشعبي لاستبعاد غالبية المرشحين من الانتخابات الرئاسية في إيران، والتي انتهت بفوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، إذ أن التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية استمر طيلة فترة الانتخابات ولحين الإعلان عن نتيجتها، وهو أمر يتكرر الآن مرة أخرى تزامنًا مع الاحتجاجات التي تطوف مدن إيرانية عديدة تحديداً في الغرب نتيجة شح المياه والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ونجحت قوات التحالف العربي، صباح اليوم الأحد، في اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا تجاه خميس مشيط، وقبلها بساعات أعلن التحالف العربي إسقاط 3 طائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي تجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد الركن تركي المالكي، إن الطائرة المفخخة أطلقت بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، مشيراً إلى أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتُنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وعلى مدار الأيام الماضية استمرت الاحتجاجات في الشوارع على نقص المياه في جنوب غرب إيران وسط تصاعد أعمال العنف، فيما ردد سكان العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة، وأظهرت مقاطع فيديو نساء يهتفن "تسقط الجمهورية الإسلامية" في محطة مترو بطهران.
دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران إلى معالجة مشكلة شح المياه في خوزستان بدلا من "قمع الاحتجاجات"، فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها تتابع عن قرب التظاهرات في إقليم خوزستان في إيران.
وفي الوقت الذي تدعم فيه إيران المليشيات الإرهابية تواجه فيه البلاد انقطاعات مستمرة لإمدادات المياه منذ أسابيع، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تصفه السلطات بالجفاف الشديد، فيما يؤكد ناشطون أن سياسة الحكومة في نقل مياه المحافظة إلى محافظات أخرى وبناء السدود علی الأنهار خلق مشكلة في تأمين المياه.
تدرك السلطات الإيرانية تدرك خطورة الموقف وتخشى من امتداد المظاهرات إلى محافظات أخرى، تحديداً وأن الاحتجاجات تستمر لليوم التاسع على التوالي وخلفت خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وهو ما يضاعف الضغوط الدولية عليها لاحترام حق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي.
لكن في المقابل فإن العديد من المراقبين يرون أن عدم الحسم الدولي في التعامل مع جرائم إيران بالمنطقة يجعلها توظف مليشياتها لشغل الأنظار عن جرائمها في الداخل، إذ أنها تستغل استمرار الارتباك الحالي على مستوى الأمم المتحدة والقوى الإقليمية التي لديها مواقف مشبوهة تصب لصالح دعم الإرهاب الإيراني.