احزاب (لا وطنية)

محمد عبدالله الموس

في كثير من اللقاءات كنت ممن يدافعون عن حزب الاصلاح عندما يتهمهم البعض بانهم حزب لا وطني يقدم مصلحة الجماعة على المصلحة الوطنية، حتى اننا بالامس 13 مايو 2018 كان محور نقاشنا مع عدد من الاصدقاء حول الحوار الجنوبي الجنوبي وحق اعضاء الاصلاح من الجنوبيين في المشاركة في هذا الحوار ووصلنا الى نتيجة مؤداها ان لهم نفس الحق الذي لبقية الجنوبيين في الاحزاب اليمنية من اشتراكيين ومؤتمريين وغيرهم.

وعرجنا خلال دردشتنا على الاحزاب التي تنتمي لفكر عابر للحدود كالبعثيين والناصريين والماركسيين وما في حكمهم فالايمان بالفكر لا يعيب طالما يأتي في درجة اخرى بعد الوطن والشراكة الوطنية وطالما يقف في صف الوطن عندما يصطدم الفكر مع الوطن، الخطورة تاتي عندما يصبح الولاء للفكرة مقدما على الولاء للوطن، والدفاع عن مصالح شركاء الفكر مقدما على الدفاع عن مصالح شركاء المصير في الوطن.

في حالة حزب الاصلاح الذي اعلن انه انسلخ عن جماعة الاخوان المسلمين، الامر اختلف تماما، فما ترويه لنا الوقائع يقول ان الاصلاح لا زال يدين بالولاء لفكر الجماعة اياها وان مصلحة الجماعة مقدما على مصلحة الوطن ومصلحة شركاء الفكر مقدما على مصلحة شركاء الوطن، وشواهد ذلك كثيرة ليس اقلها ما قاله خبير عسكري يمني من ان الاصلاح لديه قوة عسكرية مدربة تدريبا جيدا ومجهزة بعتاد من التحالف، ويبلغ قوام هذه القوة (140000) مائة واربعون الفاٌ لم يشارك منهم في الحرب الا 10% وهذا يعني انهم يحتفظون بهذه المليشيات لمعركتهم القادمة بعد استهلاك القوى الاخرى طاقتها في مواجهة الانقلاب، حد تعبير الخبير العسكري.

من الوقائع اللافتة هو البيان التركي حول جزيرة سقطرى وتركيا دولة لا ناقة لها ولا جمل في الحرب في اليمن او في جزيرة سقطرى، وليس بخافيا على احد تكدس قيادات حزب الاصلاح في المدن التركية لدرجة انه يخيل اليك عندما تمر في احد شوارع اسطنبول تراها حارة يمنية حد وصف احد زوار تركيا، الغريبة ان هناك قادة تسلموا مبالغ طائلة من التحالف لتمويل الحرب لكنهم غادروا بهذه الاموال الى تركيا واقاموا المشاريع الاستثمارية وانتقلوا (للبقبقة) في القنوات.

اما كارثة الكوارث التي لا يقبلها عقل او منطق او ذرة من الوطنية التي يتشدقون بها فهي موقف حزب الاصلاح من دولة الامارات، وهو موقف ملتبس يلعبون فيه عدة ادوار لا تخلو من مكر، فهم في الوقت الذي يدعون تخليهم عن جماعة الاخوان يتناغمون مع الجماعة في العداء للامارات (فأبواقهم وزماميطهم) تلعلع في كل وسائل الاعلام والتواصل ضد الامارات وحتى ضد المملكة التي تقود تحرير ارضهم، في حين ان قادتهم يأكلون(بصمت) في عاصمة المملكة، والموقف الرسمي الاماراتي لم يصنف الاصلاح لكنه صنف الاخوان كجماعة ارهابية حتى ان الشيخ محمد بن زايد التقى بقادتهم (الاصلاح) في واقعة مشهودة عندما تم ذلك في المملكة بحضور الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة.

كما يحكي الواقع وكما يعلم القاصي والداني فأن الامارات حليف اساسي في الحرب ضمن تحالف دعم الشرعية وقدمت في سبيل ذلك (دماء ورجال ومال وعتاد) لكن جماعة الاصلاح مسكونون بولاءهم للجماعة فهم لا يتوقفوا عند عدم ثمين هذه التضحيات ولكنهم يتجاوزون ذلك ليتمنوا هزيمة الامارات كما تردد ابواقهم (على عينك يا تاجر).

من يتمنى هزيمة حليف فليس حليف بأي صورة من الصور، فمتى نرى التحالف يدرك مكمن الضعف والخديعة ويعيد الامور الى نصابها؟.


مقالات الكاتب