لماذا يخشى هادي من السلام في اليمن أكثر من الموت؟
ماجد الداعري
فشل هادي ودائرته الرئاسية المخترقة، فشلا ذريعا،ولأول مرة،في جمع هيئة مستشاريه في أكثر من خمس محاولات متتالية خلال أقل من شهر وذلك بغرض التمترس بهم لإتخاذ موقف تنكري من الإمارات على خلفية الأزمة الإعلامية الاخونجية المفتعلة بسقطرى،فأوكل لحكومته المهترئة،مهمة التشكي الوقح لمجلس الأمن،عبر خارجية المخلافي، من التواجد التنموي الإماراتي بالجزيرة اليمنية،في إطار جهود قوات التحالف العربي لتأمين وتنمية المناطق المحررة من التواجد المليشياوي للحوثي وغيرها من الدول الحليفة معها أوالطامعة فيها.
فشل هادي في لم مستشاريه بالرياض جاء بناء على قناعاتهم الوطنية المعززة بقناعات دولية وإقليمية مبنية على تطورات المرحلة واستفحال الفشل الشامل للشرعية على كافة المستويات والأصعدة وبناءا على تأكيدات صريحة من دول تحالف إعادة شرعيته هادي لليمن بأنه قد أصبح ومن حوله من مرتزقة وتجار حروب أكبر كارثة حلت باليمن وتحول دون اي إمكانية لاستعادة تلك الشرعية المتآكلة وطنيا وقانونيا وسياسيا بتلك الصورة التي دفعت وكالة اسبوتنيك الروسية الحكومية الناطقة بالعربية إلى وصفه بالرئيس اليمني المنتهي ولايته.
يخشى هادي ومن حوله،من وقف الحرب واحلال السلام باليمن،أكثر من خشيتهم من الموت حسب اعتقادهم المادي الرخيص،ولذلك يستخدمون كل امكانيات الدولة اليمنية المصادرة وما تبقى لهم من تأييد دولي كممثلين لشرعيتها،في افشال اي تحركات دولية او مبادرات سلام أممية ويسارعون لاحباطها بغباء سلطوي انتقامي فاضح كما كان عليه حال مبادرة كيري التي دفعت هادي الى الإطاحة بنائبه ورئيس حكومته السابق دولة الرئيس خالد بحاح خوفا من التوافق الدولي والإقليمي غير المسبوق على أحقيته بكرسي الرئاسة ورغم كل ماكان يمثله أبومحفوظ من دعم قانوني لشرعية هادي ويكتسبه من حضور سياسي وشرعية شعبية متمثلة بتزكيته برلمانيا وذلك خشية من كل مايحضى به من توافق وطني وإقليمي ودولي يصب في الأول والأخير في إطار تعزيز الشرعية الدستورية لهادي ومحيطيه الراغبين في كسب المزيد من الأموال والمصالح الابتزازية من التحالف،من خلال إطالة أمد الحرب باليمن إلى مالا نهاية،بعد تيقنهم لأن نهايتها تعني نهاية سلطاتهم ومصالحهم غير المشروعة على حساب وطنهم ودماء شعبهم.
ولذلك فلا يوجد عاقل اليوم باليمن يمكنه القبول باستمرار الحرب او رؤية وجوه مشعليها ومسعيرها او مستثمري ويلاتها وماسيها الإنسانية التي تكاد ان تكون قد وصلت كل بيت باليمن.
وليس هناك من يمني حر شريف يمكنه ان يقبل برؤية تلك الوجوه المكفهرة المتورطة بإطالة أمد الحرب والمتاجرة بالمزيد من ضحاياها من كلا الجانبين بالرياض اوصنعاء.
يدرك كل السياسيون ان السعودية قائدة تحالف إعادة شرعية هادي الهارب مع اسرته وحكومته في عاصمتها،باتت اليوم أكثر قناعة باستحالة انتصار اوعودة أي شرعية يمثلها هادي ومن حوله،بل وبات من خلفها المجتمع الدولي أكثر وضوحا اليوم في ضرورة رفعها الغطاء عنه وذلك لإصرار الدول الكبرى على حاجة هادي نفسه وقبل وطنه المدمر،إلى مبادرة إنقاذ له من فشله وإدارته الاخونجية الغارقة حتى الثمالة في نعيم ذلك الفشل الوطني الذي جعلها ترتب مستقبلها ومستقبل أولادها وعائلاتها لإقامة مؤبدة خارج اليمن، لاستحالة العودة للداخل.
تتمسك روسيا وأمريكا وبريطانيا بضرورة انهاء حقبة هادي وطيه من المشهد السياسي باعتباره العقبة الأهم امام اي تسوية سياسية باليمن،بل وتراهن على ان استمرار ولايته تعني استمرار الحرب والصراع المسلح باليمن الى ان يموت مع نائبه الكارثة الأكبر ولاجل ذلك تخلى المبعوث الاممي الجديد الى اليمن جريفيث في اول إفادة أممية له، عما يقدسها هادي ومن حوله أكثر حتى من اي نصوص قرانية ويعلن في كل خطاب او حديث له،عن تمسكه بهل كمرجعيات ثلاث لأي حل اوتسوية سياسية باليمن ويسارع كل مرة الى التمترس بها كشرط رئيسي مقدس للتوصل إلى أي اتفاق سياسي آخر بين حكومته،والأطراف المتقاتلة عبثا معها وحلفائها،للعام الرابع على التوالي، دون أي بارقة أمل بحسم عسكري ممكن أو حل سياسي يلوح في أفق بلد سعيد - تحول اليوم بفضل حنكته السياسية وقيادته الحكيمة- إلى وطن فاشل يعاني شعبه من ويلات أكبر مجاعة وأخطر أزمة إنسانية في العالم،وفي وقت يصر فيه رئيسه الهارب منه،خارج البلد بكل مالديه من قوة وإمكانية،على الاستمرار في منصبه المنتهي الصلاحية كرئيس لليمن،حتى ولو وصلت فيه جحيم الحرب إلى إبادة كل ابناء شعبه، طالما كل مايهمه هو استمراره كرئيس معترف به دولياً،ومهما بلغ به فشله المخجل وعجزه ألمزر،حد توفير قوت طعام لإشباع مقاتليه المرابطين جياعا بجبهات القتال وبدون مرتبات،وفق اعترافه الصادم في خطابه الفضائحي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.