صفقة الشياطين.. الشرعية تتنازل عن صنعاء للبقاء في الجنوب
في الوقت الذي انتظر فيه أبناء الشمال المعارك لرد العدوان الحوثي، المدعوم من إيران، واستعادة عاصمتهم صنعاء من قبل الشرعية الإخوانية، حدثت تحركات مهينة على عكس المتوقع.
سحبت مليشيات الشرعية الإرهابية عناصرها من الجبهات المواجهة لمليشيا الحوثي، وتركت لها مواقعها في الوقت الذي دفعت بالعديد من عناصرها إلى مواقع في الجنوب تقوم القوات المسلحة الجنوبية بحمايتها، وهي محررة بالأساس، ولم يكن هناك داع لوجود عناصر أمنية كبيرة فيها.
تلك التحركات المريبة من جانب مليشيات الشرعية دعمت الرأي الذي يتحدث عن صفقة تعمل الشرعية الإخوانية على إبرامها مع مليشيا الحوثي الإرهابية، يمكن تسميتها "صفقة الشياطين" أو "جريمة القرن"، فكل من يشارك فيها آثم، وتجب محاكمته، حيث تسعى الشرعية الإخوانية للتخلي عن محافظات الشمال وتركها لمليشيات الحوثي مقابل بقائها في الجنوب.
اعتبر مراقبون تلك التحركات التي يقودها جنرال الإرهاب الإخواني المدعو علي محسن الأحمر، دليلا على وصوله إلى اتفاق مبرم عقده مع المليشيات الحوثية، خوفا من افتضاح أمره، وتعرضه لهزيمة تكشف حجم التردي الذي تعيشه مليشياته، وتبين للجميع حجم الفشل والفساد الذي ترتع فيه مليشيات الإخوان، الأمر الذي يفتح الباب للسؤال عن مصير الأموال المخصصة للتسليح والتدريب والجاهزية لمواجهة الحوثيين.
تؤكد حالة الهدوء التي تشهدها الجبهات في مواجهة مليشيات الحوثي في الوقت الذي يتعرض فيه الجنوب لعدوان متكرر من الطرفين، تلك التكهنات حول "جريمة القرن" بين الجنرال الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر ونظيره الإرهابي زعيم مليشيات الحوثي المدعو عبدالملك الحوثي، حيث يسعى كل منهما للحفاظ على المكاسب التي حققها حتى الآن، ولا يريدان التخلي عن المواقع التي جلسا عليها حتى لو كان ذلك بقوة السلاح وبطرق غير مشروعة.
وتعد ثروات وخيرات الجنوب السبب الرئيسي في حرص مليشيات الإخوان الإرهابية على وضع أيديها على الجنوب، والتحكم في موارده، تحت مزاعم وأحلام ماتسمى بالوحدة التي يحاولون تسويقها للمنطقة، وأوهام طرد الحوثي ورد العدوان الإيراني، ولكن أي طرد للحوثي ستقوم به مليشيا الإخوان في ظل سحب قواتها من المواجهة؟ وأي مواجهة للعدوان الإيراني ستقوم بها عناصرها وهي تختبئ في الجنوب وتحتمي بأهله؟.
أثبتت الأيام والأحداث المتكررة أن القوى اليمنية المحتلة لا هدف لها في الجنوب سوى استنزاف خيراته، والسيطرة على كل موارده، ولاسيما الموارد النفطية، ولعل ما يجري في شبوة خير دليل على مطامع الشرعية الإخوانية في خيرات الجنوب، إذ تبحث قيادات الإخوان عن مكاسب متجددة من سرقة وبيع نفط الجنوب، وتسعى لاستغلال موارده وخيراته، لتجني أموالا لا تتطلب جهدا أو خوض معارك ضارية، وقد كشفت الأيام والسنوات الماضية عن أنهم يهربون من أي مواجهة مع الحوثي.
ولا تستغل مليشيات الإخوان الدعم الكبير من الأشقاء في التحالف العربي لرد عدوان الحوثي، بل إنها تخذل التحالف في كل المواجهات، وكثيرا ما أنقذ التحالف رقابهم من أيدي الحوثيين قبل الإجهاز عليهم في معارك عدة، حيث تحرك الطيران قبل أن تقضي عليهم مليشيات الحوثي الإرهابية، فوجه ضربات جوية محكمة ساهمت في ترجيح كفتهم، ودفعت الحوثيين للفرار من المواجهات.
كل هذا تتناساه الشرعية الإخوانية وتتخلى عن الهدف الأساسي والأصيل بالقضاء على مليشيات الحوثي وتحرير عاصمتهم صنعاء، وتكثف جهودها ووجودها للسيطرة على الجنوب العربي، طمعا في ثرواته وخشية من المواجهة العسكرية مع الحوثيين، ولكن كل هذه التحركات ستبوء بالفشل كما حدث من قبل ولن يبقى أحد في الجنوب غير أهله، وسيرحل الاحتلال مهما طال الزمن.