خيانة إخوانية جديدة.. نقل المعتقلين يمهّد الطريق لسيطرة الحوثيين على قلب شبوة
من خلال مطالعة مجريات الأمور الميدانية في محافظة شبوة وتطوراتها، يتضح جليًّا حجم التآمر الإخواني واسع النطاق، فيما يخص التوسع في تسليم المواقع للمليشيات الحوثية.
ولا تفوّت الشرعية الإخوانية أي فرصة في العمل على تسليم مديريات بأكملها للمليشيات الحوثية، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وذلك من خلال إعادة ظهور تنظيمات إرهابية، بما في ذلك المليشيات الحوثية، في المحافظة التي كانت قد تطهّرت من هذا الإرهاب المريع.
ولم تكتفِ الشرعية الإخوانية بما سلّمته من مواقع مسبقًا للمليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة شبوة، لكن السلطة التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، تواصل الانسحاب حتى اليوم من المواقع لتعزيز سيطرة المليشيات الحوثية واستحضار نفوذ لها في قلب شبوة الغنية بالنفط.
فإلى جانب مناطق بيحان ومرخة السفلى وعين وعسيلان والنقوب وغيرها، جاء الدور على مديرية عتق، قلب محافظة شبوة، إذ أقدمت مليشيا الشرعية الإخوانية على خطوات تنذر بقرب تسليم هذه المنطقة الاستراتيجية للمليشيات الإرهابية.
الخطوة الإخوانية تمثّلت في تفريغ سجن معسكر الشهداء من المعتقلين السياسيين وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وجنود النخبة الشبوانية، ونقلهم إلى مدينة عزان في مديرية ميفعة.
ونقل المعتقلين هي عادة إخوانية مستمرة تسبق دائمًا أي عملية تسليم للمواقع والجبهات لصالح المليشيات، وهي جريمة ترتكب من قِبل مليشيا الشرعية منذ صيف 2014.
حدث ذلك مثلًا في مديريات بيحان، حيث أقدمت الشرعية الإخوانية على نقل المعتقلين السياسيين إلى سجون أخرى، في خطوة سبقت تسليم هذه المناطق إلى المليشيات الحوثية الإرهابية.
بالتزامن مع عملية نقل المعتقلين من عتق، فقد شوهدت عناصر إخوانية عديدة وهي تنسحب أيضًا من مديرية مرخة.
مصالح متنوعة تتقاطع بين المليشيات الحوثية والإخوانية في تنسيقهما المتصاعد ضد الجنوب على هذا النحو، ترتبط بمساعي زرع الإرهاب في كل أرجاء الجنوب، عبر استقدام نفوذ المليشيات الحوثية الإرهابية وبالتالي إرهاق الجنوب في حرب طويلة وشاقة.
ويسعى تنظيم الإخوان، أن يحاصر القضية الجنوبية في بوتقة من الصراعات والمواجهات العسكرية إلى أطول أمد ممكن، وبالتالي إفساح المجال أمام تفشي حالة من الفوضى والعنف على نحو ربما يكون غير مسبوق، وبالتالي الحيلولة دون التمكن من تحقيق مكاسب سياسية تغذي مسار القضية الجنوبية.
على الأرض، فإنّ الانسحاب الإخواني يمثّل فرصة ذهبية للمليشيات الحوثية الإرهابية لفتح جهة إمداد عسكرية، لا سيّما أنّ الأمر يرتبط أيضًا بانسحابات إخوانية أيضًا في محافظة مأرب، المحاذية لشبوة، وبالتالي يتضح أن المؤامرة الإخوانية تأخذ أكثر من سياق وبُعد جغرافي.