لن تنجح المؤامرات

نصر هرهرة

كلما اقترب شعبنا اكثر من الاستحقاقات السياسية التي يستحقها بجدارة وهي استحقاقات مشروعة كفلتها له كل الشرائع السماوية وكل الاعراف والقوانيين الانسانية كلما اشتدت المؤامرات وتوجهت نحو القيادة السياسية لشعبنا الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواجه اليوم اشرس تلك المؤامرات ومن عدة اتجاهات ، بقيت ضرب الجنوب وقضيته في راسه الصلب وحامل قضيته لتستبدله بقوى هشة ضعيفة لا تمثل ارادة الشعب بل تمثل مصالحها الانانية الضيقة التي تفضلها على المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب.

والاكثر غرابة ان قوى النفوذ والاحتلال اليمني تريد ان تختار لشعب الجنوب من يمثله ، وتلك القوى ماضية تحت مظلتبن الاولى تعادي شعبنا صراحة وتنكر اننا شعب ووطن وهوية مستقلة وبالتالي تنكر علينا حق تقرير مصيرنا وفي مقدمة تلك القوى هي الاحزاب والمكونات اليمنية التي تم يمننتها وتربد تيمنن شعبنا ووطنا وهويتنا تبعا ليمننتها وفي المقدمة والاكثر شراسه منها الاخونج التي لا تعترف بالشعوب ولا بالاوطان ولا بالهويات.

والثانية تتدثر باهداف وتطلعات شعبنا وهي تضمر الشر فهي تعلن انها مع استعادة دولة الجنوب واستقلاله ولكنها تعمل على تشتيت قيادة شعبنا وتفرخ نتؤات تدعي الريادة والقيادة بهدف التشويش على الحامل السياسي والممثل لشعب الجنوب الذي هو ثمرة نضال وكفاح وتضحيات شعب الجنوب بعد ان كانت تقول لا قيادة بعد اليوم تريد ان تثبت ما تقوله قوى النفوذ والاحتلال اليمني ان الجنوبيين لن يتفقوا وسوف يتقاتلوا من طاقة الى طاقة ، ولو كانت صادقه فيما تدعيه من انها تعمل على تحقيق استعادة الدولة الجنوبية واستقلال الجنوب لكانت دعمت وآزرت القيادة السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية التي تعتبر فعل حقيقي على الارض لانجاز الاستقلال واستعادة الدولة لا ان تخلق العراقيل امامها بمجرد انها تريد ان تكون هي في المشهد العام ودون ان يهمها تحقيق الهدف الوطني.

وكلا الاتجاهين الاول والثاني فانهما في المحصلة النهائية ضد إرادة شعب الجنوب ونستثني من ذلك القوى والشخصيات الوطنية الحقيقة التي تنشد الشراكة الوطنية لا العرقلة لتحقيق الاهداف ، والتي هي على استعداد للحوار وتقديم النقد البناء لتصحيح اي اخطا او اعوجاج وهي بالفعل تهدف الى انجاز تطلعات شعب الجنوب حتى وان اختلفت مع المجلس الانتقالي الجنوبي فهذا امر طبيعي وظاهرة صحية طالما الهدف واحد فلتتعدد المسارات السياسية.

ان الاسطوانة المشروخة التي ترددها قوى النفوذ والاحتلال هي عدم وجود ممثل حقيقي لشعب الجنوب وتعمل على خلق الفتن والتشققات السياسية وقد وجدت ظالتها في بعض العناصر النفعية الضعيفة الهشة التي لا يخلو منها اي شعب من شعوب العالم لتكبرها وتجعل منها مزاحم على تمثيل الجنوب مستقلة الصرعات السياسية القديمة بينما هي وتلك العناصر تدرك ان تاثيرها على الارض الجنوبية صفر من الشمال ولا تمتلك اي قوة تستطيع ان تدافع بها عن حياض الوطن وتطلعاته في ظل التكالب الشرس على ارضنا وثرواتنا وسيادتنا وان شعبنا قد شب عن الطوق وتسامح وتصالح ولن ينساق خلف تلك الترهات.

ان تلك المشكلات السياسية رغم خطورتها الا انها لن تنال من اننا شعب واحد ووطن واحد وان الجنوب لكل الجنوبيين وبكل الجنوبيين وعلينا ان نقبل بما هو في كل شعوب الارض بان هناك قيادة وهناك معارضة ايضا ونقبل بممارسة الحق للقيادة التي تمثل الاغلبية ان تمضي بالقرار الجنوبي الى الامام وان المعارضة هي الوجة الاخر وتعمل لتصحيح الاخطاء والسعى لاقناع الشعب ببرنامجها ، ومع اننا اليوم في مرحلة استكمال التحرر الوطني فليس من الحكمة معارضة استعادة الوطن لجميع ابناءه، واليوم وليس غدا يجب ان نتفق جميعا على الموجهات الدستورية وشكل الدولة القادمة ونظامها السياسي وطريقة الوصول الى السلطة وكيف ينتظم الجنوبيين سياسيا واعتماد التعدد السياسي والتنافس الشريف للوصول الى السلطة وحينها فليتنافس المتنافسون على تحقيق افضل الانجازات لهذا الشعب الذي يستحق ان ينعم بحريته وسيادته على ارضة وبثرواته التي حباه الله بها.

ان كل تلك المؤمرات لن تنجح باذن الله وبقوة وصلابة ارادة شعبنا وتطابق مصالحة وتطلعاتها مع شعوب المنطقة وسعية لتحقيق امن واستقرار الملاحة الدولة وامن البحر الاحمر ومضيق باب المندب ودفاعة عن الهوية العربية والاسلامية والريادة العربية للمنطقة.


مقالات الكاتب