جرائم إرهابية بدَّدت حلم محسن الأحمر بالزعامة.. هل اقتربت إزاحته؟

الجمعة 11 فبراير 2022 22:11:07
testus -US

تغذّي أغلب التطورات المتسارعة على الصعيدين السياسي والعسكري، من فرضية أنّ أيام الإرهابي علي محسن الأحمر، النافذ في معسكر الشرعية الإخوانية، أصبحت معدودة في موقعه الذي استغلّ لتعزيز الإرهاب.

وعلى الرغم من أنّ محسن الأحمر كان يُخطِّط لأن يكون رئيسًا خلفًا للمؤقت عبد ربه منصور هادي، إلا أنّ أواسط سياسية تتحدّث عن أنّ ترتيبات لإزاحة قريبة من محسن الأحمر من منصبه ضمن عملية تطهير للشرعية.

تتعزز احتمالات إزاحة محسن الأحمر، بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبها جنرال الإرهاب، والتي لم يكن أقلها الخيانة والخذلان والتآمر والعزوف عن مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية وتسليمها الكثير من الجبهات، لكن عجوز الشرعية أحد أبرز صانعي الإرهاب وداعميه.

يعج تاريخ محسن الأحمر بالكثير من الجرائم والعمليات الإرهابية التي من المفترض أن تجعل مكانه السجن وليس القصر، لكن الرجل الذي بلغ من العمل أرذله استطاع أن يفرض نفوذ حزب الإصلاح بشكل كامل على الشرعية، فحولها أيضًا إلى معسكر لصناعة الإرهاب.

جرائم الأحمر الإرهابية كانت لها صبغة دولية وليست محلية وهو ما زاد من حجم النفور منه، بما يعزّز من احتمالات فشل مخططاته التوسعية في فرض نفسه على كرسي القيادة، من بين هذه الجرائم كان تفجير المدمرة الأمريكية "كول" مطلع الألفية الجديدة، فالعناصر التي نفّذت الهجوم الإرهابي تتبع محسن الأحمر، فبينما كانت هذه العناصر مقبوضًا عليها، استغل الأحمر نفوذه للإفراج عنهم وقد حدث ذلك بالفعل قبيل تنفيذ العملية الإرهابية.

إرهاب الأحمر الذي استهدف الولايات المتحدة لم يتوقف عند تفجير المدمرة كول، حيث تورط في تفجير السفارة الأمريكية بصنعاء في صيف 2008، حيث تم الكشف لاحقًا أنّ السيارتين المستخدمتين في الهجوم تتبعان "عجوز الإرهاب".

واقعة أخرى وثّقت جانبًا من إرهاب محسن الأحمر، فالعجوز احتضن إحدى وسائل الإعلام (صحيفة محلية)، وأنفق عليها بسخاء، والغريب في الأمر أنه جعل على رأس تحريرها إرهابي قادم من أفغانستان، وباتت هذه الوسيلة الإعلامية سلاحًا لتلميع الأحمر من جانب، مع العمل على إطلاق رسائل تحريض على التطرف والتشدد.

وبشكل مباشر أيضًا، عمل محسن الأحمر على إنشاء ورعاية وإيواء أفرع وكيانات لتنظيمات متطرفة بما في ذلك تنظيمي داعش والقاعدة، مستخدمًا خبراته في صناعة الإرهاب التي شكّلها في هذا الإطار.

وتكبّد الجنوب عناء إرهاب علي محسن الأحمر، فمنذ عام 1990 ارتكبت فصائل إرهابية تابعة له جرائم فتاكة ضد الجنوبيين أسقطت آلاف الشهداء، بينهم عسكريون تم اغتيالهم بأيادٍ غادرة داخل وخارج الجنوب.

اللافت أنّ الأحمر ومع كل هذا الإرهاب الذي صنعه ونشره في مفاصل الشرعية الإخوانية مستغلًا نفوذه العسكرية الكبير، فقد ظهر كـ"حمل وديع" أمام الحوثيين، ولم يخرج من المعارك أمام المليشيات مجرد مهزوم لكنّه خرج متخاذلًا ومتآمرًا، ولعل مشهد هروبه من صنعاء في سبتمبر 2014 متنكرًا في هيئة زوجة سفير، كان دليل خيانة أفضى إلى تمكين الحوثيين على قلة عددهم آنذاك من السيطرة على صنعاء.

هذا الجانب من جرائم محسن الأحمر تبدِّد أحلام جنرال الشرعية العجوز من حلم الزعامة، ويطالب الكثيرون ليس فقط في الجنوب لكن في اليمن أيضًا، أن تتم محاكمة هذا الإرهابي على جرائمه.