خطاب الحوثي الدعائي.. محاولة فاشلة لصناعة قوة زائفة

لوحظ في الأيام الماضية، توسع المليشيات الحوثية في استخدام لغة خطاب دعائية تحاول من خلالها إظهار نفسها طرفًا قويًّا على الأرض، وذلك في مسعى لاحتواء الضغوط التي تتعرض لها المليشيات.

قيادات المليشيات بدءًا من الإرهابي عبد الملك الحوثي مرورًا بكل مساعديه، لا تفوت أي فرصة ظهور أمام السكان أو عناصر المليشيات المدعومة من إيران، إلا وتتبع لغة دعائية تعتمد بشكل رئيس على إطلاق التهديدات للتحالف العربي عبر استخدام مصطلحات زائفة مثل "وعيد" وما شابه.

وتناقلت وسائل إعلام حوثية اليوم الاثنين، تصريحات منسوبة لعبد الملك الحوثي تعبّر عن هذا التوجه الدعائي، إذ وجه تهديدات بشن المزيد من العمليات الإرهابية ضد السعودية في الأيام المقبلة، راسمًا إطار من القوة المزيفة للمليشيات المدعومة من إيران.

إقدام المليشيات الحوثية على تكثيف هذا الظهور الذي يستهدف استقطاب أو بالأحرى استجداء عاطفة الجمهور هو محاولة مشبوهة من المليشيات حتى لا تفقد المزيد من العناصر عبر الانشقاقات من صفوفها لا سيّما وهي تختنق من جرّاء هزائمها سواء تلك التي تتعرض لها على يد القوات المسلحة الجنوبية أو على صعيد الضربات التي يوجهها التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية.

يُضاف إلى ذلك أيضًا، أنّ المليشيات الحوثية واجهت على الأرجح ضغوطًا دولية من جرّاء هجماتها الإرهابية على مواقع النفط السعودية وهو ما أثار قلق المجتمع الدولي على الإمدادات، وبالتالي فقد مثّل رضوخ المليشيات بمثابة ضربة قوية تكبدتها في الآونة الأخيرة هزت صورة القوة المصطنعة التي دأبت على ترويجها على مدار الفترات الماضية.

الفشل الحوثي على كل الأصعدة دفع قيادات المليشيات لإتباع خطاب دعائي يصطنع تلك القوة يقوم على إطلاق تهديدات ضد السعودية، على الرغم من أن أغلب عملياتها العدائية فاشلة، وأن عددًا محدودًا من ضرباتها هي التي كان لها أثر على الأرض.

كما أنّ جانبًا رئيسيًّا من هذه الرسائل الحوثية يكون موجهًا للمجتمع الدولي، كرسالة تهديد من قبل المليشيات بأنها قادرة على تهديد مصالح الغرب في المنطقة، في مسعى لابتزازه من قبل المليشيات الساعية بكل الطرق الممكنة لإيجاد مكان لها في المستقبل السياسي.