الجنوب يتأهب للإنجاز الكبير
رأي المشهد العربي
تزداد التأكيدات من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية على ضرورة التوصل إلى حل سياسي، في سيناريو يظل الجنوب جزءا منه رغم أنف خصومه الذين يسعون بكل السبل للعمل على تهميشه.
القيادة السياسية الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، تحرص دائما على تأكيد حضور الجنوب في الحل السياسي وفقا لمخرجات كل المشاورات السياسية التي تم إجراؤها في الفترة الماضية في العاصمة السعودية، وتحديدا اتفاق الرياض ، الذي نص على إشراك الجنوب في العملية السياسية.
مشاركة الجنوب ستكون بمثابة الإنجاز الأكبر الذي سينقل مسار قضية شعب الجنوب ورغبته في استعادة دولته، بما يضع القضية على الطريق الصحيح.
ومع زيادة زخم الحديث عن الحل السياسي، أولت القيادة الجنوبية اهتماما بهذا المسار، وقد وقفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، في اجتماعها الأخير، على مهام المجلس في العملية التفاوضية.
هيئة رئاسة المجلس الانتقالي كانت قد أكدت في هذا الصدد، على ضرورة تعزيز أداء الفريق التفاوضي التابع للمجلس للعمل بمختلف الاتجاهات الإقليمية والدولية لضمان الوصول لإطار تفاوضي مستقل لقضية شعب الجنوب في عملية السلام الشامل التي ستقام برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
تحركات المجلس الانتقالي مثلت سيرا وإتساقا مع التطورات السياسية الراهنة، التي تشهد زخما في مسار الحديث عن التوصل إلى حل سياسي مستدام، في تأكيد جنوبي على أنه لن يتنازل عن المشاركة في مشاورات الحل السياسي الشامل والمستدام بأي حال من الأحوال.
ومن شأن هذه المشاركة التي يستعد لها الجنوب، أن تضمن المضي قدما في تحقيق المزيد من المكاسب السياسية بما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته، وهو أمر يتوقف على تضمين هذا المسار في أي عملية سياسية مستقبلية.
وكان لافتا في مختلف المواقف السياسية التي تم التعبير عنها مؤخرا وتحديدا في قمة جدة للأمن والتنمية واجتماع المجموعة الدولية التي تضم الإمارات والسعودية وعمان والولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تم التأكيد على حتمية الحل السياسي الشامل.
أعقب ذلك حديث عن مساعٍ أممية لتمديد الهدنة القائمة الآن لمدة ستة أشهر، في تأكيد واضح على السعي للتوصل إلى حل مستدام، وهو ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدا من الزخم السياسي في إطار العملية السياسية الشاملة، التي سيكون الجنوب جزءا منها شاء من شاء وأبى من أبى.