أفوبيا بحاح تطارد هادي بقوة!
ماجد الداعري
يعيش الرئيس هادي حالة افوبيا مرضية متعاظمة وبشكل لافت،من نائبه ورئيس حكومته السابق خالد بحاح رغم مرور قرابة عامين على قرار إقالته الانتقامي المفاجئ له ومحاولة تغييبه عن المشهد السياسي اليمني خشية الاجتماع الوطني والإقليمي والدولي حياله كرئيس انقاذي توافقي تعلق عليه الآمال لإخراج اليمن من ويلات الحرب ونكبات العهد الهادوي الكارثي الأسوأ على الإطلاق، وذلك بعد ان تحول بحاح الى مثابة شبح مرعب لعالم هادي ومن حوله وبشكل أكبر حتى من تلك النوبة الانتحارية التي دفعته الى المسارعة المجنونة قبل عامين للتخلص منه بقرار اقالة اعتباطي ألحقه بتبرير سخيف أثار غضب واستياء الكثير من الطبقة السياسية ومن هم على دراية بحقائق الدوافع الاستباقية وكشف حجم الافوبيا التي انتابته ودفعته لاتخاذ مثل ذلك القرار الذي ضرب شرعيته اقليما وعالمياً وفضح مستوى هشاشة العقلية السلطوية التي يتمسك بها الرجل الطاعن بالسن بكرسي السلطة رغم عدم احتفاظه بأي من قدراته العقلية التي تؤهله قانونيا ودستوريا لتولي منصب الرئيس في ظل عجزه عن الاحتفاظ حتى بأسماء وصفات وزراء بحكومته عينهم بقرارات جمهورية مفترضة منه ومن ثم عاد بعدها باشهر لمفاجأتهم بسؤالهم عن هويتهم ومن عينهم بمناصبهم.
يلتفت هادي فجأة إلى من حوله من المجتمعين ليناديه ب(بحاح)بطريقة لا شعورية تظهر حجم الرعب البحاحي في مخيلته العمرية المهترئة دون استشعار لماقاله أو تركيز وإدراك لأي أثر او نتائج لتخبطه اللفظي.
دخل أحد المسؤولين البارزين على هادي وهو في قمة غضبه منه لحظة إنتشائه بنصر االضعفاء المفلسين وطنيا بعد اعتقاده يومها انه قد نجح من التخلص من أقرب من يصنفه كألد خصم سياسي كاد أن يطيح به من عرشه الرئاسي المنهار،فيصرخ هادي في وجهه قبل أن يضع المسؤول جسده على كرسي مقابل له:أنا أقلت اللي مايقال .. وتخارجت من اللي كان يشتي يخارجني بكلي من الرئاسة بعد ما نسي انني انا من جبته بنفسي إلى رئاسة الحكومة وخليته نائبي ولكن بالأخير عرفته بحجمه ومن هو هادي.
ويواصل الرئيس استعراض بطولته الوهمية قائلاً ومهددا المسؤول المرتبك أمامه:اذا كان بحاح بكله ورحلته وخرجته ومن حوله وخليته عبره.. فايش بيكون وضعك انت معي ..؟
وعلى اعتقاد انتقامي حقير منه بأن تخلصه من بحاح وإبعاده عن السلطة هو أعظم منجزاته الجبارة وأقوى مواقفه الوطنية المعجزة.
يحاول بعدها الرجل المسؤول التحدث والدفاع عن نفسه غير أن هادي سرعان مايتدخل لمقاطعته جازما بأنه ليس أقل من عميل يشتغل سرا لصالح بحاح داخل حكومته الشرعية وينسى فخامته أن بحاح هذا لم يعد له أي مكانة بالدولة بعد ماسبق له وان تقاخر بأنه تمكن من تجريده من كل مناصبه لمجرد استشعاره بخطر التوافق الوطني والدولي حوله والاجماع الاقليمي على تعيينه رئيسا توافقيا لإنقاذ بلاده وبأنه نجح بحنكته وذكائه الفريدين من تجريده من كل منصب حكومي وبالتالي فان من غير المنطق ان يتهم المسؤول المسكين حوله بالتجسس والعمل لصالحه.
وذات يوم صرخ هادي منزعجا في وجه احد وزراء حكومته مهددا بقوله وهو يطرق بيده بقوة على طاولة أمامه قائلا: انا حركت دول العالم لتقف الى جانب شرعيتي وتحارب معي وإلى جانبي.. فمن تكون انت حتى ترفض تنفيذ توجيهاتي الرئاسية؟
نرجسية مقززة لكارثة غير مسبوقة حلت باليمن وأتت على شيء جميل فيه ومع هذا يعيش وهم الزعامة بغباء مقرف وعجز مقزز وعلى استعداد لاستكمال تدمير كل ماتبقى من بلده وقتل كل من لايزال يكابد شغف الحياة في سبيل الاستمرار بكرسي السلطة.
لا تخلوا يوميات هادي من ذكر بحاح كشبح مرعب يطل عليه بين الفينة والاخرى ويدفعه بقوة رغبة جامحة لإبداء مخاوفه من شخصة والتوجس من عودة طيفه السياسي بقوة إلى افوبيا عالمه المسكون بالخوف والشكوك والقلق من كل من لايزال يلقى احتراما شعبيا حتى لو كان أقرب المطبلين لفشله الذي اوصله ذات يوم الى العجز حتى عن حماية منزله وحراسته رغم كل ذلك التأييد الدولي والاقليمي والمحلي الذي كان يحضى به قبل ان تكشف مليشيات الحوثي عورة الهشاشة الطفولية المحيطة له والتي ماتزال ترسم له من بحاح بعبعا يتربص به ويتحين الفرصة المواتية للقفز الى كرسي الرئاسة بعد أن ظن أنه قد تخلص منه إلى الأبد لذلك القرار الاقصائي الغادر في الوقت القاتل.
وبالمقابل ظهر بحاح على اكثر من شاشة وحوار تلفزيوني ليؤكد احترامه لهادي كرئيس وأب كبير يكن له كل الود والتقدير ويؤكد على ذلك حتى بعد اقصائه عن منصبيه تماما كماهي طبيعة العقلية الحضرمية التسامحية بينما يقف هادي اليوم على أعتاب عقده الثامن متكئا على أغبى فريق رئاسي بالعالم هو من قال بحاح انه مختلف معه كمحيط فاسد حول الرئيس.
يستغل الفريق الرئاسي ببشاعة المودعين للمناصب، كل شيء حول الرجل المنهك من تقدم العمر وتبعات عهده الكارثي ليوجه تخبطه تارة بتشكيل غرفة عمليات امنية بعدن وتارة أخرى لتشكيل مجلس اقتصادي والإشادة بأداء البنك المركزي الذي أوصل سعر صرف الريال لأول مرة إلى 530 ريالا وكأنه يحاول أن يقول لشعبه ان ذلك منجزا متفردا لدولته الأفشل على الإطلاق.